كان عقيل بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- من نقباء البيت الطالبي وأشراف بني هاشم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبّين لقرابته، ولحبّ أبي طالب له.

إسلامه:

كان عقيل- رضي الله تعالى عنه- قد خرج مع كفار قريش يوم بدر مكرها فأسر، ففداه عمه العباس- رضي الله تعالى عنه- ثم أتى مسلما قبل الحديبية وشهد- رضي الله تعالى عنه- غزوة مؤتة.
وقد حضر عقيل فتح خيبر وقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم منها.

اقرأ أيضا:

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

محبة النبي صلى الله عليه وسلم له:

قال حذيفة- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل: «يا أبا يزيد، إني أحبك حبين، حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعقيل: «إني لأحبك حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب لك» .
ودخل عقيل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مرحبا بك أبا يزيد، كيف أصبحت» ؟ قال: بخير، صبحك الله بخير يا أبا القاسم».

علمه بالأنساب النسب وأيام العرب:

كان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بآبائهم، وكانت له قطيفة تفرش له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليها ويجتمع إليه في النسب وأيام العرب، وكان أسرع الناس جوابا، وأحضرهم مرجعة في القول وأبلغهم في ذلك.
فائدة:
ولما كان عقيل من أعرف الناس بالأنساب، كان أعرفهم بأخطائهم وعيوبهم، وما يلصق بكل قبيلة أو بطن من بطون قريش أو العرب، ولذلك نسبوه إلى الحماقة، وهو مبريء من ذلك.

خروجه إلى معاوية:

جاء عقيل رضي الله تعالى عنه- إلى علي- رضي الله تعالى عنه- بالعراق فسأله فقال: إن أحببت أن أكتب لك إلى مالي بينبع فأعطيك منه.
 فقال عقيل: لأذهبن إلى رجل هو أوصل لي منك، فذهب إلى معاوية فعرف له ذلك.
قال الإمام ابن عبد البر: كان عقيل قد غاضب أخاه عليا، وخرج إلى معاوية فأقام عنده، فزعموا أن معاوية قال يوما بحضرته: هذا أبو يزيد، لولا علمه بأني خير له من أخيه ما أقام عندنا وتركه، فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، وأنت خير لي في دنياي.