مرحبًا بك يا صديقتي..
لاشك أن الشعور بعدم الاستحقاق هو شعور غير صحي، غير مريح، غير مرغوب، ولابد من التخلص منه.
عدم الشعور بالكفاية، وعدم الاستحقاق، والشعور بالدونية، هذه كلها تعود في أجزاء ومساحات واسعة منها لطريقة التربية الأولى، فكثيرًا ما ينتج عن الحب والقبول المشروط من قبل الأهل تجاه الأبناء، أو كثرة اللوم والتوبيخ والانتقادات، أو رفع سقف التوقعات، هذه الشخصيات التي تعتمد على تكوين مشاعرها واتجاهاتها نحو صورتها الذاتية من خلال أفكار الناس ومشاعرهم، "الناس بتقول عني إيه، الناس هيقولوا عني إيه"، إلخ.
ومن ثم تعتمد هذه الشخصية على استمداد السعادة من الآخرين، والتقدير منهم، ولا تكفيها مقومات شخصيتها، انجازاتها، لاشعارها بالسعادة، والقيمة، والتقدير، لذا يحدث ما عبرت عنه بقولك "لا أشعر بالرضى عن نفسي"!
عدم الرضى عن النفس، عدم الثقة بالنفس، إلخ هي نواتج طبيعية لهذه الحالة.
والحل؟
الحل هو أن نستدعي الطفل الداخلي الذي طالما تعرض في طفولته للتوبيخ، الانتقادات، الحب المشروط، ونحنو عليه، ونترفق به، ونطمئنه!
نعم ، نربيه مرة أخرى بطريقة سوية، فنحن لسنا مسئولين عما حدث لنا سابقًا بلا حول ولا قوة، لكننا مسئولون عن التعافي منه الآن.ثانيًا ليكن مركز التحكم لديك داخلك لا خارجك، فالعذاب بعينه هو أن نستمد الرضى عن النفس، وقيمتها، من تقديرات الناس أيًا كانوا، فهذا لم يحدث حتى مع الأنبياء، مع الله سبحانه وتعالى، هل كل الناس مؤمنون؟! الاجابة بالطبع هي لا، هناك من ينكر وجود الله، ومن يرفض عبادته.
لابد أن توقني أنه يمكنك التحكم في جميع الظروف الخارجية وتحويلها لصالحك، مهما كانت صعبة، لابد أن توقني أنك قادرة على ألا تؤثر على اتزانك ونظرتك لنفسك وتقديرك لها، وطريقك لهذا ممكن بالوعي، والسير في سكة الكبران والنمو النفسي، ومعرفة الذات والقرب منها.
وأخيرًا تذكري أن من يضع نفسه تحت رحمة آراء الناس، وتقييمهم، ومدحهم أو ذمهم، هو كقارب بلا بوصلة ولا مجاديف، مستسلم تمامًا لتيار الماء، إن شاء كان قويًا فقلبه وأغرقه وإن شاء كان هادئًا فرفعه على سطحه.
فهل ترضين لنفسك هذا الوضع المهين، المؤلم؟!
لا أظنك تقبلين.
دمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا أقول لطفلي عند وفاة قريب لنا؟اقرأ أيضا:
زوجي يتحرش بأطفالنا.. ماذا أفعل فأنا أكاد أجن؟