عندما تذكر السيدة عائشة رضي الله عنها يذكر سعة العلم والفقه، فهي رضي الله تعالى عنها أفقه الناس مطلقا، وهذا بشهادة الصحابة أنفسهم.
يقول الصحابي أبو موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنهم- ما أشكل علينا أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.
وروى الإمام الزهري- رحمه الله تعالى- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال-: «لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن أزواج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان علم عائشة أكثر من علمهن» .
وكان تلميذها مسروق- رحمه الله تعالى- يقول: أحلف بالله، لقد رأيت الأكابر من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يسألون عائشة عن الفرائض.
علوم أخرى:
يقول التابعي الفقيه عروة بن الزبير: ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بفقه، ولا بطب، ولا بشعر، ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة- رضي الله تعالى عنها-.
وقيل لعروة أيضا: ما أرواك يا أبا عبد الله وكان أروى الناس للشعر! فقال: ما روايتي في رواية عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.
وكان معاوية بن أبي سفيان يقول: والله، ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفصح، ولا أفطن من عائشة.
اقرأ أيضا:
رأى جبريل وتحدث معه.. وزف له النبي هذه البشرىعلمها بالطب:
وكان عروة يقول لعائشة: يا أمتاه لا أعجب من فهمك، أقول: زوجة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر، وأيام الناس، أقول ابنة أبي بكر، وكان أعلم أو من أعلم الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو.. وأين هو؟
قال عروة : فضربت على منكبه، وقالت: أي عرية، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسقم وفي لفظ كثرت أسقامه عند آخر عمره، فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه وفي لفظ: فكانت أطباء العرب والعجم ينعتون له، وكنت أعالجها فمن هذا.
وبالجملة فقد كانت عائشة أعلم الناس من نسائها والأكابر من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
وقال فقيه المدينة وابن شقيقها القاسم بن محمد : كانت عائشة- رضي الله تعالى عنها- قد اشتغلت بالفتوى زمن أبي بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت.