تتبعنا حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لوقفنا أمام كل هفوة وهمسة، فكلها تعاليم وآداب وأخلاق وتوجهات، لا يمكن أن تجد لها مثيل إلا في بيت النبوة.. ومن هذه الهمسات النبوية العظيمة التي لابد أن نتوقف أمامها قليلاً، بعض الأدعية التي كان يداوم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: «سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية »..
لكن لماذا كان عليه الصلاة والسلام يصر على الدعاء بهذا الأمر؟.. والإجابة لأنه ببساطة العافية تكون في كل شيء يخص الإنسانية جميعًا، العافية في الجسد وفي الولد وفي المال وفوق ذلك العافية في الدين.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىسل الله العافية
فلتكن ألسنتكم دائمًا عامرة بهذا الدعاء: «اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم واجعلنا من أهل النفوس الطاهرة ،والقلوب الشاكرة، والوجوه المستبشرة الباسمة ، وارزقنا طيب المقام وحسن الختام»، فالعافية حسنة من حسنات الدنيا التي من حصل عليها فقد نال خيراً كثيراً، وقد مثل بعض المفسرين والعلماء للحسنة في الدنيا بالعافية والصحة، في قوله تعالى: « وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ » (البقرة:201).
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»؟ قال: فدعا الله له فشفاه.
ذكر صباحا ومساءً
عزيزي المسلم، إن طلب العافية إنما هي من سنن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أمسى أو أصبح لا يترك هذه الكلمات أبدًا: «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي».
وعند النوم كان صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية»، وعندما كان يزور القبور كان يقول لأهلها: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية». إذن في كل الأوقات اسأل الله العافية.. فهي دوام السعادة لاشك.