معية الله من الأمور التي يهفو إليها قلب كل مسلم لتحقيقها وبل يبل الغالي والنفيس لأجل الوصول لهذه المرتبة عبر اقامة الصلاة وايتاء الزكاة  وتقوي والاكثار من الطاعات وكل ما يرضي الله عز مصدقا لقوله أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون

ومن المهم الإشارة هنا أن معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة ، وإجماع السلف ، قال الله تعالى : (وهو معكم أين ماكنتم". وقال تعالى: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.".

معية الله هكذا تتحقق

معية الله ظهرت بشكل واضح في قصة سيدنا موسي وأخيه هارون حيث خاطبهما الله غي كتابه العزيز  حين أرسلهما إلى فرعون:(لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" وهو ما تكرر مع رسولنا الأعم صلي الله عليه وسلم  "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.

معية الله ظهرت بنفس القوة في الحديث الشريف حيث  قال النبي صلي الله عليه وسلم: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". حسنه شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية وضعفه بعض أهل العلم وسبق قريباً ما قاله الله تعالى عن نبيه من إثبات المعية له.

اظهار أخبار متعلقة

ومع ان القرن والسنة والصحابة والتابعين وتابعي التابعين علي اثبات معية الله الإ أن هذه المعية  علي علو مقامها ليست كأي معية فهي  معية تليق بالله تعالى ولا تشبه معية أي مخلوق لمخلوق لقوله تعالى عن نفسه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقوله: (هل تعلم له سيمّاً وقوله: (ولم يكن له كفواً أحد. وكسائر صفاته الثابتة له حقيقة على وجه يليق به ولا تشبه صفات المخلوقين.

للوصول لهذه المرتبة العظيمة يجب علي المسلم سلوك عدد من الطاعات للتقرب الي  الله والتمتع بمعية الله وفي مقدمتها الطهارة طوال اليوم كل ما انتقض وضوءك توضأ لكي تكسب محبة اللة مصداقالقوله " ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) والحكمة من الوضوء كذلك أن ييأس الشيطان منك.

معية الله والحفا علي صلاة الضحي

ومن الطاعات الواجب المحافظة عليها للوصول لمعية الله الحفاظعلى صلاة الضحى لكي تكون في كفاية الله من البشر وظلمهم وقهرهم ومن كل سوء اقلها ركعتان والأولى تكون٤ ركعات بتسلمتين  كما في الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالي : " ابن ادم اركع لي اربع ركعات اول النهار اكفيك اخره "

حمد الله في السر والعلن والحركة والسكنة وعند تناول الطعام والفراغ منه من الأمور الجالبة لمعية الله لان الله يرضى على العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ،،، فإذا رضي الله عنك فمن سيسخط عليك وعند الفراغ من تناول الطعام عليك أن تردد كذلك القول : " الحمدلله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقني ياه من غير حول مني ولا قوة ) فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من قال هذا الدعاء بعد الأكل غفر له كل ماتقدم من ذنبه ،

اظهار أخبار متعلة

معية الله ترتبط كذلك بأوقات وأذكار معينة فقبيل صلاة الظهر وقت عظيم وهو وقت افتتاح أبواب الجنان فاحرص أن تصلي قبل صلاة الظهر ٤ ركعات المهم ان تدعي الله في هذا الوقت الذي يغفل عنه الكثير ففضلها كفضل الصلاة والدعاء في الثلث الاخر من الليل فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر ما يحرص عليه سنة الظهر القبلية يطيل ركوعها وسجودها

الوصول لمعية الله مرتبط بأدعية وأذكار معينة فقبل غروب الشمس عليك أن تكثر من قول : " بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء )

وقول ( اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ) أذكار المساء وقبل الغروب اجعل الوقت كله وقت تسبيح وما ادراك ما التسبيح هو باب الرزق نوعي فيه بجميع صيغة خاصة قول" سبحان الله وبحمده " لانها تكفر الذنوب ولو كانت كزبد البحر فقد قال ابن القيم في التسبيح في هذا الوقت

التسبيح شرط من شروط معية الله 

 تسبيح الله تعالي يبدو مهمة جدا ضمن حزمة الطاعات المطلوبة للوصول لمعية الله خصوصا لمن من ألهمه الله التسبيح قبل شروق الشمس وقبل الغروب فغالبآ ما يجعل الله له من كل هم فرجآ ويرزقه من حيث لايحتسب ) وعندما اشتكي الرسول عليه الصلاة والسلام ضيقة الصدر قال الله تعالي (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون (فسبح) بحمد ربك وكن من ( الساجدين) 

بعد المغرب هذا رياض قلبك اجعليه ما بين الصلاة على الرسول لانها تفرج الهم وقول لاحول ولاقوة الا بالله فهي باب فرج ورزق وكذلك الباقيات الصالحات لاتنسي فهي تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة أوراقها.

اقرأ أيضا:

وقد أجمع الفقهاء وأهل العلم علي أهمية أداء صلاة الوتر عند النوم حيث يجب عليك الانتظام في أداء هذه الصلاة  انطلاقا من اعتبارها وصية خير البشر ولاحظ انها ركعات فعندما أوصاك حبيبك محمد عليه الصلاة والسلام لم يثقل عليك.

ومن الواجب للوصول إلي هذه المرتبة العظيمة الحرص علي قرآءة آخر آية من سورة البقرة كل ليلة "بعد الله تكفيك من الهم ومن الظلم ومن القهر ومن تسلط شياطين الانس والجن وتحميك من البلايا والمصائب التي يرسلها الله لعباده تطهيرا لهم من الذنوب فهذه الآية هي من تطهرك من ذنوبك " وتصل بك الي هذه المرتبة العالية التي ليس كمثلها مرتبة