بالتأكيد الكثير منا يعرف عن الجن، ويخشى أن يصيبه أحدهم، بل أن كثير من الناس في شتى بقاع الأرض، يؤمن في أن الجن يتدخل لإفساد أمور الناس في مواقف عدة، لكن قد يستغرب البعض حينما نقول إنه في زماننا هذا، هناك البعض من البشر أشد بطشًا وإفسادًا في الأرض من الجن ذاتهم..
فأذى الجن مردود عليه، وقد علمنا الإسلام الكثير من الدعوات التي تحصنا منهم، ومنها: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات، باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباح ومساء).. فضلا عن قراءة المعوذتين صباحا ومساءً.. لكن كيف نستعيذ من شر الإنسان؟.
الوقاية من شر الإنس
الإسلام أيضًا علمنا طرق عديدة للوقاية من شر الإنس، ومنها هذا الدعاء: (أعوذ بعزة الله وعظمته, وبعزة الله وقدرته, وبعزة الله وسلطانه, وبعز جلال الله, وبعز عز الله من شر ما خلق وذرأ وبرأ, ومن شر ما تحت الثرى, ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها, إن ربي على صراط مستقيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، فضلاً عن الاهتمام بالفرائض، لأن الله عز وجل يحمي العبد الذي يطيعه ولا يعصيه، مهما كانت دوافع الشر من حوله، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى قال من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها».. انظر للوعد الرباني.. فقط تكن مع الله يحميك من كل المخلوقات سواء كان جنس أو إنس أو حتى حيوانات.
كيف ننتصر على شياطين الجن والإنس؟
من الممكن أن يكون لإنسان ما، أعداء من البشر، لكن بكل تأكيد الجن هم أعداء البشرية جميعًا، فهم يعمدون إلى اصطناع الخلافات بين الناس، فهذه إنما هي شغلهم الشاغل، (إغواء الناس) وإبعادهم عن طريق الحق، لكن كيف تكون الوقاية من هؤلاء وهؤلاء.. شياطين الجن، وشياطين الإنس؟.. كما قلنا سابقًا باللجوء إلى الله والمحافظة على فرائضه، فضلا عن الدعاء والاستعاذة بالله منهما، فمن يبتعد عن طريق الله يكن الشيطان له قرينًا وساء هذا القرين بكل تأكيد، فهو أسوء صديق؛ لأنه يصحبك بالوهم والتخييل والتغرير، قال تعالى: « وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا » (النساء: 38)، لكن علينا اليقين بأن كيد شياطين الجن والإنس ضعيفا، فن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة».