مرحبًا بك يا صديقتي..
من الطبيعي ألا تشعرين بالراحة النفسية، فتتأرقين، وربما تشعرين بالذنب، ما دمت تجلدين ذاتك هكذا على ما مضى!
إن طريقة التعامل مع الماضي بقراراته الخاطئة، وخيباته، ومراراته، وتجاربه الفاشلة، وخسائره، ليست هكذا.
هل ترين من الانصاف أن ينصب شخص المشانق لنفسه، بطريقة تفكيره الآن، وظروفه، ونضجه، ووعيه، على مرحلة سابقة كان فيها في مرحلة عمرية مختلفة، وظروف مختلفة، وطريقة تفكير مختلفة، وعدم نضج، وعدم وعي كاف؟!
ما حدث قد حدث، وانتهى.
ما حدث في الماضي على خطئه كان الأنسب وقتها لمستوى التفكير والوعي والظروف وكل شيء.
وهو قد حدث لحكمة، أرادها الله، لا تدرينها، لكنك ستعلمينها، فيما بعد في الوقت الذي يريده الله، فلا شيء يحدث اعتباطًا، ولولا تلك الخسارات، وهذه الأخطاء، وهذا الفشل، ما تعلمنا، وما نضجنا، وهذه حكمة ظاهرة، سبب ظاهر.
الندم يا صديقتي لا يفيد، وليس مطلوبًا.
ارفقي بنفسك، سامحي هذه النسخة السابقة، فقد فعلت ما كان ممكن ومتاح وقتها، وهو خطأ، لكنها لم تكن تعلم، أو لم يكن بوسعها واستطاعتها سوى ما حدث، وعيشي هنا والآن بنسختك التي تعلمت، وأصبح عندها هذا الاستبصار بالخطأ فلا تتكرره، وفقط، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.