عزيزي المسلم، إياك أن تساعد من خلال صفحتك على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر المزيد من اليأس والقنوط، (من الآخر الناس فيها اللي مكفيها).. فلا تكن أنت عامل مساعد على زيادة هموم الناس.. بل كما كان نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان لا يترك أحدًا مهمومًا إلا ورفع عنه همه، ولم يكن يومًا أبدًا عامل مساعد في نشر اليأس في قلوب الناس..
بل في أحلك المواقف والظروف كان عليه الصلاة والسلام يبث الأمل، فبينما كان المسلمون يستعدون للحرب في غزوة الخندق، والجو شديد البرودة، والمسلمون في خوف شديد، إلا أنه صلى الله عليه وسلم أخذ المعول وهو يبني معهم ويقول: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا».
رحلة يوسف
أيضًا من يعيش الهموم عليه أن يتتبع قصة نبي الله يوسف عليه السلام، حيث كان طفلا يعيش بين كنف أبويه، ثم فجأة يلقي به أخوته في البئر، ثم يأخذه بعض الناس إلى مصر ويبيعونه في سوق النخاسة، ثم يعيش كخادم عند أحدهم، ثم يدخل السجن ظلمًا.. لكن بينما هو كذلك لم ينس الله عز وجل أبدًا، وكان يدعوه دومًا، فكانت النتيجة أن أصبح يومًا وزيرًا على مصر.. إنها إرادة الله.. فلا تعجز وثق في النهايات دائمًا أنها ستكون لصالح.. طالما كنت مع الله فلن يضيعك الله أبدًا.. هكذا قالها نبي الله صلى الله عليه وسلم لصديقه أبي بكر في رحلة الهجرة، وبالفعل لم يخذلهما الله أبدًا.. فكيف نكون أصحاب هذا الدين الذين بني على الأمل والتفاؤل، ونعمل على نشر اليأس؟!.
لولا الأمل
عزيزي المسلم، اعلم جيدًا أنه لولا الأمل في الله عز وجل ما تحمل مريض مرضه، ولا تأنى داعية في دعوته، ولا زرع زارع زرعًا، ولا أرضعت أم ولدًا، ولا بنى مصلح وطنًا وإنسانًا.. فإياك أن تتورط في تثبيط همم الناس ولا تشارك في بث جريمة التشاؤم بينهم، فليس بداعية ولا مصلح ولا حتى مجرد مسلم من يفعل ذلك.. فشيم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم تدفعنا لبثن الأمل والتفاؤل، لأن ذلك إنما هو طريق الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والتي يجب أن نسير على خطاها.
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى