أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

يا أيها الأزواج اتقوا الله في زوجاتكم.. بهذا أمر الإسلام

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 16 يناير 2021 - 08:40 م
لا يفرق الإسلام بين الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة فلا يحابي طرفًا على حساب آخر لكنه يأمر الجميع بحسن العشرة والإحسان للآخر حتى تستقيم الحياة ويشيع الود في رحاب أسرة متفاهمة متعاونة.
كثير من العلماء يقصر حديثه على حقوق الزوجة ويرى في هذا اعتدال للأسرة إن هي أطاعت زوجها ومهملا الجانب الآخر وهو الزوج الذي كما أن له حقوقًا فعليه واجبات، فهو أيضا معاقب بتقصيره في حق زوجته متوعد بالعقاب إن أهمل وتعمد الإساءة لزوجته.
وقد استل العلماء على وجوب أداء الأزواج حقوقهم بقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ رواه أبو داود، صححه الألباني، يقال ابن القيم رحمه الله تعالى: فهو دليل على تساوي الشقيقين ، وتشابه القرينين ، وإعطاء أحدهما حكم الآخر"، فالزوج تباح له زوجته بعقد يستوجب المعاملة الحسنة بالمعروف، وقد قال الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" .

المعاشرة بالمعروف:
والمعاشرة بالمعروف وإن كان الشائع أنها في  حق الزوجة إلا أن الطرفين مأموران بها حتى تكتمل الحياة فلابد للزوج من القيام بواجبه كما أن الزوجة مطالبة بالقيام بوجباتها، قال ابن كثير رحمه الله تعالى:" وقوله: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )، أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم، وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة؛ دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه " ، كما يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:"ثم قال: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال ".

الميثاق الغليظ:
والميثاق الغليظ الذي أخذه الله على عباده هو عقد الزوجية بـ "الميثاق الغليظ" سماه بذلك ، تحذيرا للأزواج من الإخلال بواجباته، قال الله تعالى:  وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" يقول الطبري رحمه الله تعالى: "الميثاق الذي عُني به في هذه الآية: هو ما أخذ للمرأة على زوجها عند عُقْدة النكاح، من عهدٍ على إمساكها بمعروف، أو تسريحها بإحسان، فأقرَّ به الرجل. لأن الله جل ثناؤه بذلك أوصى الرجالَ في نسائهم".
وبعد ما مر يتبين أنه إذا أخل الرجل بواجباته فلم يقم بها ، أو ظلم المرأة ، وأكل عليها حقوقها فإنه متوعد بعذاب جهنم ، فإن هذا الوعيد لاحق لكل من عصى الله تعالى ومات مصرًا على كبائره ولم يتب منها ، يقول الله تعالى: "وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ".

حقوق وواجبات:
ومن الظلم كما يول المفسرون : أن يظلم المرأة حقّها من صداقها ونفقتها وكسوتها " وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :( يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة ، فينادي منادٍ على رؤوس الأولين والآخرين : هذا فلان بن فلانٍ ، من كان له حقٌ فليأت إلى حقّه ، فتفرح المرأة أن يكون لها الحقّ على أبيها ، أو على ابنها ، أو على أخيها ، أو على زوجها ، ثم قرأ ابن مسعود : ( فَلَاْ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَاْ يَتَسَاءَلُون)؛ فيغفر الله تبارك وتعالى من حقّه ما شاء ، ولا يغفر من حقوق الناس شيئًا ) .
وهكذا يتعين على الزوج القيام  بواجباته ولا يقصر فيها عمدًا حتى لا يخاصم يوم القيامة فالمرأة ليست خادمة وليست مؤجرة لكنها شربكته في الحياة ولها حقوق ينبغي ألا تهمل وبهذا تظهر سماحة الإسلام وعدله بين طرفي الأسرة دون تمييز.


الكلمات المفتاحية

حقوق وواجبات الزوجية حق الزوجة المعاشرة بالمعروف

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يفرق الإسلام بين الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة فلا يحابي طرفًا على حساب آخر لكنه يأمر الجميع بحسن العشرة والإحسان للآخر حتى تستقيم الحياة ويشي