مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر صراعك وحيرتك وحزنك، كلها مشاعر من حقك.
وأحييك لشعورك بالانتقاص من حقك!
شعورك هذا حقيقة، وهو ما لابد أن تصدقيه، وليس أي شيء آخر.
هذا صوت العقل، والحكمة، الذي سيغنيك الاستماع له وتصديقه ويلات مستقبلية لا تعد ولا تحصى، وتكلفة باهظة من نفسك لو خالفته، وتجاهلته، وسمعت صوت مشاعرك الحزينة وأمرضتك شهرًا.
من الطبيعي أن تمرضي، وتحزني، ففقد العلاقات مؤلم، وهي مرحلة لابد من المرور بها، والفيصل في الصبر عليها حتى تمر، كما كل "مٌر" يمر!
الألم يأتي ليعلمنا إن صبرنا عليه حتى يمر يا صديقتي، وما أرجوه ألا تقطعي عليه حكمته التي أرسله لك من أجلها إليك.
أعلم أن كلامي صعب، وقاسي، ولكنه الحقيقة.
الحقيقة المرة التي ينطبق عليها المثل:" يا بخت من بكاني وبكي عليّ، ولا ضحكني وضحك الناس عليّ".
تحتاج نفسك إلى إفاقة يا صديقتي لتشعر بالاستحقاق، ولتنظري إليها من جديد النظرة التي تستحقها بتقدير، واهتمام، واحترام، لا العكس.
أما تدني نظرتك لنفسك، ورضاك بالانتقاص، فسيؤدي لدفع نفسك ثمنًا لعلاقة عاطفية مزيفة، مؤقتة، وياله من ثمن باهظ وخسارة فادحة.
أرجو ألا تسمحي لنفسك بالدخول في علاقة تقلل منك، وتنتقص من نفسك، ولا تتوافر لك من خلالها ما تستحقينه من احترام، وتقدير.
كفاك ما ضاع من عمرك معه، فضياع عامين ليس مما يستهان به، قيدت نفسك خلالهم بشخص لم يقدرك، حبست نفسك عليه عاطفيًا وربما ضيعت على نفسك فرص ارتباط أفضل، وأكثر مصداقية.
الحل يا صديقتي، في تحمل ألم فقد العلاقة، وتذكرة النفس أنها علاقة سامة، مؤذية، وأنها أضرارها أكثر من منافعها- إن وجدت لها منافع- وعدم السماح لمشاعرك أن تقودك، تول أنت زمام قيادتها واسمعي لصوت العقل، ولا بأس من أن تطلبي المساعدة المتخصصة النفسية من خلال التواصل مع مرشدة أو معالجة نفسية للتعافي من آثار العلاقة، وتعلم كيفية التعامل مع الوحدة بشكل صحي، وليس بالهرب من الرمضاء إلى النار.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟