تم عقد قراني على شاب متدين، مناسب اجتماعيًا، وبيننا تكافؤات كثيرة تجعله مناسبًا للزواج، والمشكلة أنه مريض نفسي ويتلقى علاجًا وأنا أعرف وموافقة، لكنني اكتشفت أنه متعدد علاقات، وعندما واجهته اعترف، وأخبرني أن مرضه النفسي هو السبب،  ووعد بالتوبة، لكنه خذلني.

هل أكمل معه أم أتركه؟

الرد:

مرحبًا بك يا صديقتي..

لا أدري لمَ لم تتحدثي مع طبيب زوجك النفسي، ما دمت قد وافقت على الارتباط به، ومادام يتلقى علاجًا؟ 

كما أنك لم تذكري شيئًا عن مرضه النفسي يا صديقتي ومدى علاقته بالخيانة وتعدد العلاقات غير الجائزة شرعًا؟! ومدى التزامه بتناول الدواء وتلقي العلاج؟!

فحتى لو صدق في ربط سلوكه غير المقبول بالمرض فهذه تعتبر"انتكاسة" ، فما أسبابها؟ هل هو منتظم مع طبيبه في العلاج والمتابعة؟! أم ماذا؟! ولم هو مستسلم؟!

صديقتي..

 الإرتباط بشخص رجلًا كان أم امرأة مريض نفسيًا،   لا شيء فيه، شريطة متابعة الأمر،  ومعرفة تفاصيله من المتخصص، والتأكد من إمكانية قيام الشخص المريض بدوره في العلاقة، وامكانية تعافيه، وعدم التعرض لأذى من أي نوع جراء الارتباط به.

الزواج من مريض نفسي ممكن، كما الرضى بالزواج من مريض بالسرطان أو مرض جسماني مزمن،  فكثيرات ، وكثيرون يرتبطون ويتزوجون من شركاء حياة مرضى بالسكري، مثلًا، لذا، فالأمر لك،  ولكن مع وجود الوعي بما سوف تواجهينه، وقدرتك على الصمود، والتعامل، وضرورة التواصل مع الطبيب المعالج، بنفسك،  ومعرفة حقيقة الأمر، ومدى استعداد الشخص الذي سترتبطين به في علاقة مصيرية كالزواج،  للزواج،  والقيام بمسئولياته في العلاقة، ودوره كزوج، من عدمه، هذا هو الفيصل.

معروف طبيًا أن هناك أمراضًا نفسية تسلب المريض مكابحه، وتعطل إرادته، لكن هذه صعبة،  ونادرة، ولابد أن يحددها ويشخصها الطبيب وحده، ووحده أيضًا يخبرك بإمكانية العلاج والتعافي، والقدرة على أن يصبح زوجك شخصًا مسئولًا، مؤهلًا للزواج، وإقامة علاقة زوجية، من عدمه، فالأمر ليس خاضعًا للتخمين، وليست مبررًا ولا عذرًا لاستمرارك في وضع لا ترضينه أيضًا.

لا تسمعي لزوجك وتصدقي أن مرضه هو الدافع وراء سلوكه التعددي في العلاقات المحرمة،  وإنما صدقي الطبيب، وتحري عن حقيقة الأمر معه، لا مع زوجك، والأمر لك في النهاية.

استخيري يا صديقتي، واستشيري طبيب زوجك النفسي، أو طبيب نفسي أمين، ماهر، ليتعرف حالته بالضبط، ويخبرك بحقيقة الأمر، فأنت لازلت على البر، والفرصة أمامك الآن أفضل للإتخاذ القرار المناسب لك، بأقل خسائر ممكنة.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

سعيت للطلاق بسبب استحالة العشرة وأذاها.. والآن أشعر بالحزن والاكتئاب.. كيف أعيش سعيدة بعد الطلاق؟

اقرأ أيضا:

حتى لا تعيش دور الضحية.. كيف تتجاوز الخذلان وتقف مجددًا على قدميك؟