مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن مرحلة الشيخوخة لها متاعبها الخاصة التي نجهلها، ومن أسف أن مجتماعاتنا جاهلة بكيفية التعامل والرعاية الشاملة للمسنين.
لاشك أيضًا أن نقل حماتك المسنة إلى دار للمسنين كان "صدمة" لها، مهما كان طلبها أو تهديدها، فهو كان اختبارًا لمشاعر ابنها على الخصوص تجاهها، هذه هي الرسالة القاسية، المؤلمة التي وصلت لحماتك المسنة، المريضة، القعيدة يا عزيزتي.
يحتاج المسن إلى الخدمة، ولكن ليس هذا فحسب، فهو بحاجة ماسة إلى رفع روحه المعنوية، والاهتمام بصحته النفسية، واشاعة أجواء من البهجة من حوله، وتوفير وسائل الترفيه المناسبة له، والتي يحبها، وتشجيعه على القيام بخدمات تطوعية إن كانت حالته الصحية تسمح بهذا، وعلى أقل تقدير تذكيره بإنجازاته، وخدماته التي قدمها على مدار عمره.
هذا لعموم المسنين، أما حماتك، فهي في أمس الحاجة نتيجة لحالتها الصحية الحرجة، لما سبق كله، مع زيادة جرعات الاحتضان والحنان، خاصة من زوجك "ابنها"، فلا ينبغي ترك المسن منعزلًا، أو تعنيفه، أو التبرم منه مهما فعل، بل التفهم وإلتماس كل الأعذار الممكنة.
أرجو أن يدرك زوجك، هذا الوضع، ويتم تدارك ما حدث من اساءة نفسية لوالدته، ويسارع إلى تصحيح الأخطاء، وستحتاجون بلاشك إلى مزيد من الصبر، والحكمة، والتلطف معها، ولا بأس أبدًا من طلب المساعدة النفسية المتخصصة لحماتك، لارشادكم لكيفية التعامل الصحي معها، كإبن وزوجته وأحفادها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.