بالتأكيد.. جميعنا يتمنى لو أنه بمجرد أن يرفع يده إلى السماء تستجاب دعوته، ويتحقق سؤاله وأمنيته، لكن كثير من الناس يظل يدعو ويسأل الله عز وجل كثيرًا ولا يستجاب فيستغرب ذلك.. إن مثل هؤلاء عليه أن يعلم أن الأمر له صنفان.. الأول: إن التأخير في الاستجابة إنما أمر يقدره الله عز وجل وقتما شاء.. وهو يعلم تمامًا متى وأين وكيف يحقق ما تريد.. فلا تتعجل الأمر.. أما الأمر الآخر وليعاذ بالله، وهو من لا يستجاب له لأن به داء ما.. وبالتالي يرد الله عز وجل عليه دعائه.. فمن هؤلاء؟

موانع استجابة الدعاء

النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عملنا جيدًا ما هي موانع استجابة الدعاء، كي نتجنبها، لأن الدعاء إنما هو العبادة كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الموانع، أكل المال الحرام بأي شكل من الأشكال، وأيضًا منها الرشوة أو أكل أموال الأيتام أو خيانة الأمانة، أو أكل الميراث الشرعي وغيرها الكثير.

فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ».

الدعاء هو روضة القلوب

علينا جميعًا أن ندرك جيدًا أن الدعاء إنما هو روضة القلوب ، وأنس الروح ، فهو صلة بين العبد وربه ، يستجلب به الرحمة ، ويستعدي به على من ظلمه ، ومن عظيم شأنه ، وعلو مكانه ، أن جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل العبادة ولبها.

فإذا كان للدعاء هذه المكانة العظيمة ، فإنه ينبغي على العبد أن يأتي بالأسباب التي تجعله مقبولا عند الله تعالى ، ومن جملة تلك الأسباب : الحرص على الحلال في الغذاء واللباس ، وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق.

اقرأ أيضا: