أخبار

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

"لئن آتانا لنصدقن ولنكونن من الصالحين".. العهد الذي تجهل خطورة فتنته

بقلم | أنس محمد | الاثنين 30 سبتمبر 2024 - 11:55 ص




يلح الإنسان في بعض الأوقات على الله في الرزق، ولكنه ربما لا يلح من أجل طلب الرزق بمعناه الحقيقي الذي شرعه الله لكل إنسان على وجه الأرض يؤمن به ويؤمن بأنه هو الرزاق الكريم، بل يربط الإنسان دعوته بأن هذا الرزق سيكون الحل الوحيد لصلاح أمره ورشاد عقله، حتى أنه يعاهد الله كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى بأنه سيصدق ويكون كثير عمل الخير إذا رزقه الله من فضله، غير مدرك بأن هذا المال ربما يكون سبب فتنته وسببا لفساد أمره وشحه.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة "التوبة": "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75).

وقد ورد في تفسير هذه الآية الكريمة، روايات ضعيفة وربما وصلت للمكذوبة، عن الصحابي ثعلبة بن حاطب الذي كان يسمى "حمامة المسجد" .

فقد ورد في بعض الروايات "إن ثعلبة كان فقيرًا، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يوما: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقنى، وألح على النبي مرات عديدة في ذلك حتى استجاب له النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له.

فكثرت غنمه فخرج من المدينة، وأصبح لا يصلى إلا بعض الفروض.

فكثرت ثروته، فابتعد، فأصبح لا يصلى إلا الجمعة.

فكثرت ثروته، فابتعد، فترك الجمعة.

فأرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة، فرفض.

فلما مات صلى الله عليه وسلم، ندم ثعلبة، فأتى بزكاته إلى أبى بكر، وقال: خذها.

فقال أبو بكر: والله، لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأتى إلى عمر، فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وللحق وبالرغم من الأثر العظيم لهذه القصىة التي تعلمنا كيف نتقي شر فتنة المال، فقد كذب بعض العلماء هذه القصة، حيث قال ابن حزم فى المحلى: "وقد روينا أثراً لا يصح، وفيه أنها نزلت فى ثعلبة بن حاطب وهذا باطل لأن ثعلبة بدرى معروف" .

وقال المناوى فى فيض القدير:" قال البيهقي: فى إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير "، وقال الحافظ العراقى فى تخريج أحاديث الأحياء : " أخرجه الطبرانى بسند ضعيف " وقال محد بن طاهر فى تذكرة الموضوعات : " ضعيف "، وقال الألبانى فى السلسلة الضعيفة :" ضعيف جداً " .

و قال الحافظ ابن حجر فى تخريج أحاديث الكشاف :وهذا إسناد ضعيف جداً، وضعف القصة أيضاً الذهبى فى ميزان الاعتدال، والسيوطى فى أسباب النزول وغيرهم.

وقال ابن حجر في الآية: "هؤلاء صنف من المنافقين فلما آتاهم ذلك بخلوا فأعقبهم بذلك نفاقاً إلى يوم يلقونه ليس لهم منه توبة ولا مغفرة ولا عفو، كما أصاب إبليس حين منعه التوبة".

فتنة المال وخطورته على النفس


قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].

قال عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري: «اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللَّهم إني أسألك أن أنفقه في حقه».

فالمال إما أن يستخدم في الخير أو الشر، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15]، وهو من الفتن العظيمة التي يُبتلى بها المؤمن، والقليل من الناس من يصبر عليها، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وإن فتنة أمتي الْمالُ»، وقال الإمام أحمد بن حنبل: «ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر».

والعبد يُسأل عن ماله يوم القيامة ماذا عمل فيه؟. روى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» .

و روى البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجَد محبوسون» .

وجُبلت النفوس على حب المال، قال تعالى: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر]، روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب» .

حب المال وطول العمر 


وروى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال وطول العمر».

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمتَّه من فتنة المال، فروى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن عوف رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال: أمن حلال أم من حرام؟»[8].

ويقول الشاعر:



النفس تجزع أن تكون فقيرة

والفقر خير من غنى يطغيها

وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت

فجميع ما في الأرض لا يكفيها




فمن ظن أن من رُزِق مالاً كثيراً، فإنه قد وفق، وهو دليل على محبة الله له! فهو مخطئ، فإن الدنيا يعطيها الله من يحب ومن لا يحب، وقد ذكر الله هذا عن الإنسان، وأخبر أن الأمـر ليس كما ظن، قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون]، وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ﴾ [الفجر].





الكلمات المفتاحية

حب المال وطول العمر فتنة المال وخطورته على النفس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يلح الإنسان في بعض الأوقات على الله في الرزق، ولكنه ربما لا يلح من أجل طلب الرزق بمعناه الحقيقي الذي شرعه الله لكل إنسان على وجه الأرض يؤمن به ويؤمن ب