كان الصحابي عبد الله بن مسعود صاحب أسرار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعني سره وصاحب وساده يعني فراشه وصاحب سواكه ونعليه وطهوره.
وقد أسلم رضي الله عنه مبكرا فهو قديم الإسلام، حيث يقول عن نفسه: لقد رأيتني وأنا لسادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا.
مكانته وقوة إيمانه:
1-كان عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- يجتني سواكا من أراك لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجعلت الريح تكفؤه، وكان في ساقيه دقة.
فضحك أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يضحككم؟
فقالوا: دقة ساقيه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لهما أثقل في الميزان من أحد» .
2- وأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود أن يصعد شجرة، فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا منها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد» .
3- وكان أول من أفشى القرآن زمن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمكة عبد الله بن مسعود.
4- وعن عتبة بن عمرو- رضي الله تعالى عنه- قال: ما أرى رجلا أعلم بما أنزل على محمد- صلى الله عليه وسلم- من عبد الله، يعني ابن مسعود، فقال أبو موسى- رضي الله تعالى عنه-: لئن قلت ذلك، لقد كان يسمع حين لا نسمع ويدخل حيث لا ندخل.
5- وقال الصحابي عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنه-: أشهد على رجلين توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يحبهما: ابن سمية، يعني عمار بن ياسر وابن مسعود.
اقرأ أيضا:
فتح الفتوح.. كيف دخل الإسلام السند والهند؟ابن مسعود كاتم الأسرار:
1-كان ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- يلبس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نعليه، ثم يأخذ العصا فيمشي بها بين يديه، فإذا بلغ مجلسه خلع نعليه من رجليه، فأدخلهما ذراعيه، وأعطاه العصا، فإذا قام ألبسه نعليه، ثم يمشي أمامه حتى يدخل الحجرة قبله.
2- وقال ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه-: كنت أستر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل، وأوقظه إذا نام، وأمشي معه في الأرض الوحشاء.
3- وقال رضي الله عنه أيضا: ما كذبت منذ أسلمت إلا كذبة كنت أرحل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتى رجل من الطائف.
فقال: أي الرحلة أحب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلت: الطائفية المتكأة وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكرهها قال: فلما أتى بها قال من رحل لنا هذه؟ قالوا: رحل لك الذي أتيت به من الطائف قال: «ردوا الرحلة إلى ابن مسعود» .
3- وكتب عمر- رضي الله تعالى عنه- إلى أهل الكوفة: قد بعثت عمارا أميرا، وعبد الله وزيدا وهما من النجباء، من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أهل بدر، فاقتدوا بهما، واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي.
4- وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد، وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد» .