أخبار

وصفة رائعة لإزالة أثر السحر باستعمال ورق السدر.. تعرف عليها

من هو النبي الذي أضاعه قومه؟

أصحاب القرية .. جاءتهم ثلاثة رسل وأصروا على الكفر وهذه كانت نهايتهم

هل الملائكة تلعن من يتأخر في الاغتسال من الجنابة؟ (المفتي يجيب)

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

أفضل ما ورد في الدعاء للميت خلال صلاة الجنازة عليه

بكاء الميت في المنام؟!

أسماء الله الحسنى.. كنوز من الفضائل من أعظمها دخول الجنة وإجابة الدعاء وتفريج الكروب

أستغفر ولا أقلع عن المعصية.. هل هناك دعاء يساعدني على التوبة؟

هل من الأفضل للأبناء بقاء الشكل الاجتماعي للأسرة.. على الرغم من الخلافات العميقة والدائمة بين الأبوين أم الطلاق؟

بقلم | ناهد إمام | الاثنين 15 فبراير 2021 - 07:00 م

هل من الأفضل للأبناء بقاء الشكل الاجتماعي للأسرة،  على الرغم من الخلافات العميقة،  والدائمة بين الأبوين، أم الأفضل ابتعاد كل طرف عن الآخر حتى لا يعطيا نموذجًا مضطربًا للأسرة،  يتأثر به الأبناء سلبًا،  ويعانون منه طول الوقت،  ويكرهون الحياة، والأبوين "معا"، ويكرهون أيضًا الحياة الزوجية، ويمقتون كلمة "أسرة"؟

من  المهم أن يعرف كل من الزوجين ما هي المرحلة التي وصلا إليها،  أهي خلاف،  أم جدل،  أم شقاق،  أم صراع، ليس هذا فقط بالنسبة للزوجين بل أيضا لمن يقوم بالوساطة أو التحكيم أو الإصلاح بينهما، فالاستبصار بدرجة المشكلة وحدتها هو أول خطوات الحل الصحيح.

وثمة بديهية جدير بنا أن نسلم بها في بادئ الأمر ونهايته وهي أن الاختلاف من طبائع البشر وطبيعة الأشياء، وهو في حالة حسن إدارته يؤدي إلى التنوع والثراء، وهذه حكمة الله في الكون حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ...."(هود: 118، 119).

وللإمام الشافعي قاعدة ذهبية في فقه الخلاف يقول فيها: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وللفيلسوف الفرنسي أيضا كلمة ذهبية في هذا الشأن يقول فيها: "قد أختلف معك في رأيك، ولكنني مستعد لأن أدفع حياتي ثمنا لحريتك في التعبير عن هذا الرأي".

وحين نرى الخلاف والاختلاف من هذا المنظور، ونتعامل معه بهذا الأدب الراقي فإننا نريح أنفسنا ونريح غيرنا ونتفادى الكثير من الصراعات المؤلمة في حياتنا.

 وهذا لا يعني تشجيع الخلاف الدائم بين الزوجين بدون  مساحة معقولة من الاتفاق، بل إن مساحة الاتفاق والالتقاء هي صمام الأمان للتعامل مع مساحة الاختلاف، ولذلك كان التعارف في فترة الخطبة مهمًا لرؤية التناسب بين تلك المساحات من الاتفاق والاختلاف،  ومدى مناسبتها لاستمرار الحياة الزوجية، وإذا ثبت أنه لا توجد أي مساحة للاتفاق في فترة الخطبة فلم الإقدام على الزواج إذًا؟،  ولم نعرض أبناءنا للعيش بين قطبين متنافرين تماما لا يوجد بينهما أي رابط؟!

فإذا تأكدنا من التوازن بين مساحات الاتفاق والاختلاف، فدعمنا الأولى وأدرنا الثانية بشكل عاقل وراق ونبيل فإن الحياة الزوجية تمضي في سلام، أما في حالة سوء إدارة الاختلاف فذلك بداية الصراع المدمر للطرفين.

ولكل مرحلة من مراحل الحياة الزوجية طبيعة لخلافاتها فمثلا تكثر الخلافات في السنة الأولى حول طبائع كل من الطرفين ومحاولة توفيقها مع طبائع الطرف الآخر، أما بعد السنوات الأولى فتكثر الاختلافات حول طريقة تربية الأبناء، وفي مرحلة منتصف العمر تزداد الخلافات المتعلقة باهتمامات وعلاقات كل طرف خارج المنزل وخاصة العلاقات بالجنس الآخر.

وقد تتباين الاختلافات طبقا للمستويات الاجتماعية والاقتصادية فمثلا تكثر الخلافات حول العمل والمصروفات والأزمات المادية وكيفية حلها لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة، بينما تظهر الخلافات الثقافية والوجدانية لدى الطبقات الأعلى.

القاعدة الوجدانية

وقد يتورط الزوجان أو من يصلح بينهما في اعتبار أن المشكلة تكمن في الخلافات العائلية أو المادية أو الفكرية أو العقائدية أو الثقافية أو في اختلاف الآراء والتوجهات، وينسون أن العلاقة الزوجية هي علاقة وجدانية في أغلبها، وأن التوافق والتصالح يرتكزان أساسا على قاعدة من الحب إذا غابت كان من الصعب تعويضها، وأصبحنا نتوه في تفاصيل خلافات لا حد لها، وكلما حسمنا خلافا ظهر خلاف آخر بلا نهاية.

فوجود علاقة حب بين الزوجين كفيل بإذابة الكثير من الخلافات والعيوب، بل إن المحب قد لا يرى عيوب محبوبه، وإذا رآها فإنه يصغرها أو يبررها أو يدافع عنها وربما أحبها بحبه لصاحبها. أما إذا غابت تلك القاعدة الوجدانية فإن كل كلمة تثير خلافا، وكل موقف يفجر شجارا، وكل عيب يبدو متضخما، وكل مشكلة تبدو معقّدة وبلا حل، وهذا مصداق للمثل الشعبي "حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يمنى لك الغلط".

وهناك اعتقاد خاطئ لدى كثير من الناس وهو أن الزوجين يجب أن يكونا متشابهين، وحبذا لو كانا متماثلين أو متطابقين، وإذا لم يكونا كذلك في البداية فعليهما أن يسعيا أو يسعى أحدهما لتحقيق ذلك، وإذا لم ينجحا في ذلك فإن النتيجة هي الجدال أو الشقاق أو الصراع ليؤدي ذلك في النهاية إلى الطلاق. والحقيقة أن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة تشابه وتطابق بقدر ما هي علاقة توافق وتكامل، فقد يكونا مختلفين ولكنهما متكاملين، وأقرب مثال لذلك هو علاقة موج البحر بالشاطئ، فالموج قد يكون في بعض الأحيان صاخبا هادرا، ولكنه يصل إلى الشاطئ فيهدأ ويرق ويستريح، فكلاهما يزيد الآخر قوة وجمالا على الرغم من اختلافهما.

واقتصار حبنا على من يشبهنا هو نوع من الحب النرجسي أي أننا هنا نحب أنفسنا حبًا هائلًا،  ولا نحب إلا كل ما هو شبيه لنا على اعتبار أننا النموذج المثالي في الجمال والكمال، أما النوع الآخر من الحب وهو "الحب الغيري" فيعني أننا نحب الآخر بصفاته التي ربما تختلف عن صفاتنا ومع هذا يحدث بيننا وبينه نوع من التكامل والتناغم يثري وجودنا ويثري الحياة.


اقرأ أيضا:

خطيب أختي تجاوز معها جنسيًا وفسخت الخطوبة لكنها حزينة.. ما الحل؟

تجاهل الخلاف

وقد يتجاهل الزوجان أو أحدهما ما بينهما من اختلافات أو خلافات،  ظنًا منهما أنها لا تستحق الاهتمام،  أو يأسًا من الوصول إلى أي درجة من الاتفاق،  خاصة إذا كان أحد الطرفين يصر دائمًا أنه على حق، وأن الحوار هدفه إثبات ذلك للطرف الآخر.

وتجاهل الاختلاف تهوينًا أو يأسًا يؤدي إلى تراكمات سلبية على المستوى الفكري،  والوجداني،  تؤدي إلى تسميم العلاقة الزوجية وتوسيع الفجوة يومًا بعد يوم، وقد يصل الأمر بعد فترة إلى حالة اللارجعة.

وقد يحاول الأهل أو الأصدقاء التقليل من أهمية الخلافات خاصة حين يتوسطون للصلح بين الزوجين، وقد يكتفون بحلول الترضية السطحية لأحد الطرفين أو كليهما (كأن يقبل كل منهما رأس الآخر)، وكأنهم هنا يضعون المرهم على الجرح الغائر المتقيح أو على السرطان فيحدث نوع من الراحة المؤقتة يعقبها تفجر أخطر للخلافات مع عواقب أكثر سوءً،  وقد يكون التجاهل تفاديًا للطلاق المؤكد حيث يعلم الطرفان أو أحدهما أن فتح ملفات الخلافات بينهما سيؤدي حتما إلى مواجهة حادة لا تنتهي إلا بالطلاق.

متى يكون الحوار حلا؟!

وبما أن الاختلافات حتمية بين البشر في كل مراحل حياتهم وفي كل مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، إذن لابد من وجود آليات مناسبة للحل تعمل طول الوقت خاصة إذا تحولت الاختلافات إلى خلافات (أي أصبحت تسبب مشكلة)، ولنأخذ مثالا لذلك أننا نلبس ملابسنا في البداية نظيفة، ومع الحركة والعمل والاحتكاك يصيبها التلوث والبقع، ونحن هنا لا نتخلص منها لهذا السبب ولكن نضعها في الغسّالة فتعيد إليها نظافتها ثم نمر عليها بالمكواة فنعيد لها رونقها وجمالها، وهكذا الحياة الزوجية تحتاج لآليات تنظيف وتنسيق وتجميل لكي تظل براقة طازجة متألقة. وحين تسأل أحدا عن هذه الآليات تسمع مباشرة كلمة "الحوار"، تلك الكلمة التي لاكتها الألسنة حتى فقدت معناها، وأصبح الشباب يستخدمها للدلالة على السخرية والخداع فيقول لك: "فلان بيحوّر عليّ"،  أو يصف شخصا بأنه "محوراتي"،  أو يقول لك محتجًا ومتعجلا "إحنا مش ها نخلص من الحوار ده بقى"!

 

إذن فالحوار ليس حلًا سحريًا طول الوقت لمشاكلنا،  بل قد يكون هو نفسه أحد مشاكلنا، إذ ليس كل حوار، هو حوارًا إيجابيًا بالضرورة، وهذا يستدعي منا مراجعة مسألة الحوار وأثره في الحياة الزوجية بشكل خاص، وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم.


د.محمد المهدي

أستاذ الطب النفسي – جامعة الأزهر

*بتصرف يسير


اقرأ أيضا:

الأحلام والإيمان بالغيب المطلق.. هل من علاقة؟ ..الطب النفسي يجيبك

اقرأ أيضا:

ما هي الشروط الخاصة بكل من الشاب والفتاة قبل وبعد الزواج؟


الكلمات المفتاحية

طلاق أسرة كراهية حوار أزواج خلافات

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled هل من الأفضل للأبناء بقاء الشكل الاجتماعي للأسرة، على الرغم من الخلافات العميقة، والدائمة بين الأبوين، أم الأفضل ابتعاد كل طرف عن الآخر حتى لا يعطي