عندما واجهته، قال لي أنها أحبته، وهو كان عازبًا وقتها منذ 8 سنوات، ولا يملك مالًا للزواج، ولا يستطيع إخبار أهله بهذه المرأة لأنهم سيرفضون، بسبب أنها أجنبية وتكبره بعشرين سنة، كما أخبرني أنه لن يطلقها فهي لم تفعل شيء يستحق تطليقها، كما أنها لا تكلفه شيء.
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
لا أريد أن تعلمك الحياة بالركل والصفع، وتجلسك على حافة جبل وراءك ركام خسائر وأمامك هوة سحيقة !
لابد أن نتعلم، وهذه هي طبيعة حياتنا، أن نتألم، ونتعلم، ونجرب، فنخطئ ونصيب، وهكذا، ولكن لو أن هناك أمارات تشير لنا وبوضوح على أن هذه الطريق وعرة، فلا ينبغي أن نسير فيها بزعم أنها الوحيدة.
تقولين أنك "فوجئت"، والصحيح أن يكون هناك وضوح منذ البداية، بمقتضى الرجولة، والمسئولية تجاه العلاقة، فلم لم يخبرك الشاب من قبل الخطوبة؟!
هذا سؤال لابد من التوقف عنده.
الزواج يا عزيزتي علاقة طويلة، تقوم على التأبيد، قريبة، معنويًا وجسديًا، وهي شراكة، وحياة ممتزجة، فكيف ستعيشين في ظل هذا الوضع؟!
لابد أن تدرسي كافة الاحتمالات، ماذا عن تدخلات هذه الزوجة في حياتك، امكانية العدل من قبل الزوج، ماذا لو أنجبت، وهل هذه هي كل الحقيقة، أم من الممكن أن تكون هناك خفايا أخرى، لم يفصح عنها خطيبك؟!
لابد أن تسألي من جديد عن الشاب في ظل هذه المعطيات الجديدة المفاجئة لك، فلا تدخلي في علاقة بها مفاجآت، واكتشافات، مؤثرة هكذا، وبدلًا من الارتباط والزواج لتحقيق الاستقرار، والأمان، وتحسين جودة حياتك، تجدين نفسك قد دخلت في متاهات لا قبل لك بها، ومشكلات لا أول لها ولا آخر ولا ذنب لك فيها سوى ترك مخاوف السن تسيطر عليك هكذا، وتلقي بك إلى تهلكة وأنت لا تعلمين، وما خفت عليه من عمر كبر، تكمليه في هذه الورطة.
وأخيرًا تذكري أنك قلت أنك غير مستريحة لهذا الوضع، وهو حقك تمامًا، فلا تتجاهلي هذا الشعور، ربما يخبرك بشيء صحيح ولمصلحتك، فالوضع بالفعل غير مريح.
تحرري من مخاوف السن، وفكري بوعي من جديد، وعقل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة