أنا شاب أخاف الله، وأحب أن أرضيه، أتكلم مع أختي كثيرا في موضوع الثياب، والأماكن التي تخرج إليها مع زميلاتها، والتي يكون فيها اختلاط، وكافيهات، والتي لا أحبذ -ليس لأختي قط- بل لأيّة مسلمة تريد الحفاظ على نفسها أن تذهب إليها.
أنصحها كثيرا، بل أحيانا تكون هناك غلظة مني وقوة، فهي لا تأخذ بنصيحتي، وتتجاهلها، ولا تعيرها اهتماما، بل وتسفه رأيي.
أختي ليست بالسيئة، فهي مقارنة بفتيات عصرنا جيدة، ومحترمة، وبيتنا بيت جيد، وإخوتي كلهم جيدون -الحمد لله-، ولكن مع ذلك لا أستسيغ أمر تهوينها لهذه الأمور الشرعية، التي أبحث أنا عنها في زوجتي المستقبلية. فكيف تكون أختي ليست على هذا النحو؟
أبي ما زال يرى أختي بنته الصغيرة، مع أنها في العشرين، ولا يتكلم معها كثيرا، ويتركها تتصرف كيف شاءت؛ لأنه واثق فيها، وأنا أيضا واثق فيها، ولكني لا أستطيع إلا أن أتكلم وأنصح بين كل فينة وأخرى، من باب أني مسؤول محاسب أمام الله.
هل عليَّ ذنب ووزر إذا لم تسمع كلامي، وتأخذ بنصيحتي؟ هل أنا مسؤول عنها أصلا؟ أم بما أن والدي ووالدتي على قيد الحياة فهم أولياء الأمر، ومسؤولون عنها؟
والأكيد أن المسؤولية الأولى تقع على أختي بالتأكيد، ولكن أتكلم عن الرعية ومسؤولية ولي الأمر.
هل أدخل في نطاق الدياثة -أعوذ بالله-؟ أم أعتبر قد أديت واجبي؟ أنا لا أريد أن أصور أختي بأنها تخرج متبرجة، سافرة، غير حيية، لا هي ليست كذلك، ولكن عندي حمية وغيرة، وأعلق وأتكلم على تلك الأشياء المنسية.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: المسئول الأول عن أختك هو أبوها، ولكن ذلك لا يعفيك أنت ولا غيرك من المسؤولية عن النصح، أو عن تغيير منكر رأيته بما يتناسب مع حالتك. فإذا قمت بما يجب عليك من البيان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ فلا إثم عليك -إن شاء الله- إذا وقع منها شيء من الذنوب، ولا تدخل في وصف الدياثة، والعياذ بالله.
فإن كنت تعني ولاية التأديب: فليس للأخ على أخته بحكم الأخوة ولاية تأديب؛ لأن ولاية التأديب إنما تكون للحاكم أو نائبه، أو للولي الخاص - كالأب, والجد, والوصي, أو القيم من قبل القاضي - جاء في الموسوعة: تثبت ولاية التأديب:
أ - للإمام ونوابه - كالقاضي - بالولاية العامة، فلهم الحق في تأديب من ارتكب محظورًا ليس فيه حد....
ب - للولي بالولاية الخاصة، أبًا كان أو جدًا أو وصيًا..... وليس لغير هؤلاء ولاية التأديب عند جمهور الفقهاء.
ووصيتنا لك أن تصبر، وتتحلى بالرفق والحلم؛ فإنّه من آداب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: .. جاء في الأثر عن بعض السلف، ورووه مرفوعا، ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد: "لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به، فقيها فيما ينهى عنه، رفيقا فيما يأمر به، رفيقا فيما ينهى عنه؛ حليما فيما يأمر به، حليما فيما ينهى عنه.
اقرأ أيضا:
يرفض إعطائي مصروفا شخصيا إلا مقابل العلاقة الشخصية.. فما الحل؟اقرأ أيضا:
هل تجب البسملة عند قراءة القرآن وفي الصلاة؟