عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن قيام الليل هو من أهم أدوات الوصول "لأي حلم"، ولو على الأقل بنسبة٩٠% ، فإن حافظت عليه ستعلم لاحقًا أن كل الفتوحات التي ستشهدها في حياتك ودعواتك التي ستستجاب إنما كانت بسبب قيام الليل.
فقيام الليل سبب أساسي ورئيسي من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (السجدة :16-17)، لذلك كان من أهم وصيات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام، فقال صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».
شكر الله
قيام الليل هو الوسيلة القوية التي بها يقدم العبد شكره إلى الله عز وجل على كل ما منحه إياه، فتراه لا ينام إلا قليلا، وهو عنده عمله صباحًا، ومع ذلك يرفض النوم، ليقف بين يدي ربه يناجيه ويناديه، يسأله قبول شكره، وفي نفس الوقت يسأله الرحمة في الدنيا والآخرة.. ويسأله أيضًا كل ما يريد من متاع الدنيا، قال تعالى: «وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» (إبراهيم:7)، وفي ذلك تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
اقرأ أيضا:
كيف تخلق في نفسك الرغبة في النجاح؟ نماذج محمدية تدلك على التفوقدأب الصالحين
قيام الليل، إنما هو دأب الصالحين، ولما لا وهو الذي يقرب العبد من ربه، وسبب أساسي في تكفير سيئات العبد ومغفرة ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن»، لذلك لم يترك نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، أي فرصة إلا وحث فيها صحابته الكرام على المحافظة على قيام الليل.. وها هو يهل علينا شهر رمضان المبارك.. وهو شهر القيام لاشك، فعلينا أن نعود أنفسنا من الآن، على هذه الصفة العظيمة، التي تفتح كل الأبواب المغلقة، وأمهما أنها حالة تواصل متكاملة بين العبد وربه، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد».