مرحبًا يا عزيزي..
أقدر ألمك، فآلالام الفقد هي من أشد الآلام النفسية، خاصة لو كانت وفاة عزيز كالأب ، الأم، إلخ.
ولكن من حكمة الله ورحمته بنا أن "مشاعر الحزن" تبدأ ضخمة، عميقة، كبيرة، ثم يتضاءل هذا كله مع الوقت.
الوفاة حادث صادم من الدرجة الأولى، وأنت لازلت تمر بمراحل الصدمة يا عزيزي، وقبول ألم الفقد هو ما سيساعدك على التجاوز لهذا كله.
ارفق بنفسك، واسمح لها بالتعبير عن الحزن، والألم، فهكذا تتعامل صحيًا مع مشاعرك، وليس من الحكمة ولا السند لأسرتك ولا التماسك ألا تبكي، أو تشعر بالحزن، بل على العكس، سيساعدك التعبير بسرعة التعافي من الألم، ومن بعدها سيمكنك القيام بدورك على أحسن وجه ممكن، فلا تدع الحدث يهز ثقته بنفسك، وتيقن أن أمنر المؤمن كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.
عبر عن مشاعرك بالكتابة، نعم، فالكتابة وتفريغ المشاعر على الورق أمامك وسيلة علاجية ناجحة، ساعد نفسك بها، ولا تتعجل الخروج من حالة الألم والحزن، دعها تأخذ وقتها، وتتلاشى وحدها، بمساعدتك لنفسك كما ذكرت لك، وبدعائك لله أن يلهمك الصبر والسلوان، وأن يربط على قلبك، والدعاء لوالدك، والانشغال بالقيام بأعمال صالحة وإهداء ثوابها إليه كالصدقة وغيرها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.