العسل.. ذاك الطعام الشهي الجميل، الذي لا يمكن لبشر إلا أن يحبه، ويحب تذوقه ليل نهار، لكن هل هناك معنى آخر لهذه الكلمة؟.. نعم لها معنى يتمنى كل امرئ أن يتلقاها قبل موته، وهي إتيان عملا صالحا يموت عليه، ويتقبله الله عز وجل في عباده الصالحين، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عسَله»، قيل وما عسَله؟ قال: «يُفتَحُ له عمل صالح قبل موته فيقبضه عليه».


لكن للوصول إلى حسن الخاتمة أو إلى هذا المصير العظيم الذي يتمناه الجميع، يجب على كل مسلم إتباع سنة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، والحفاظ طوال حياته على تعاليمه وأوامره، لأنه ببساطة شديدة إذا استقام العبد على الشرع بفعل المأمور وترك المحظور كان على الله عز وجل أن يحسن خاتمته بإذن الله كما قال جل اسمه في كتابه الكريم: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون».

اظهار أخبار متعلقة

كيف تعين نفسك؟

لكن كيف يعين الإنسان نفسه على فعل الخير حتى يصل لحسن الخاتمة ويحصل على (العسل)؟، عليه أولا بحسن الظن بالله عز وجل، ثم حسن التوكل عليه في كل أمور حياته، وليس التوكل على الله قاصرا على معنى الاعتماد عليه تعالى في تحصيل مصالح الدنيا من جلب الأرزاق ونحوها، بل التوكل عليه تعالى في التثبيت على الدين والهداية إلى الصراط المستقيم أعلى من هذا وأشرف.


ومن أسباب ذلك أيضا الاجتهاد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى وسؤاله بإخلاص وصدق أن يختم للعبد بخير، فإنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والقلوب بين أصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، فأي قلب شاء أن يقيمه أقامه، وأي قلب شاء أن يزيغه أزاغه، فإذا استحضر العبد هذا، واجتهد في دعاء ربه أن يرزقه حسن الخاتمة كان على الله عز وجل أن يرزقه إياها.

علامات حسن الخاتمة

على كل مسلم أن يعي جيدًا أن هناك دائمًا علامات على حسن الخاتمة، ومنها الموت على الشهادتين، لكن ليعلم الجميع أنه ما من أحد يموت عليهما إلا لأن عمله طوال حياته كان الطريق إلى ذلك، فليس من المعقول أن يعيش الإنسان سفيهًا ثم يتصور أنه ستأتيه الشهادتين بسهولة.. الأمر مرتبط بعملك طوال حياتك وليس في اللحظة الأخيرة فقط، فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، أيضًا من العلامات الموت يوم الجمعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر».