أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهدم المسجد الضرار بعد عوده من تبوك في العام التاسع من الهجرة.
أصل القصة:
روى التابعي الجليل سعيد بن جبير أن موضع مسجد قباء كان لامرأة يقال لها: "لية"، كانت تربط حمارا لها فيه، فابتنى بها سعد بن أبي خيثمة، وبنو عمرو بن عوف مسجدا، وأرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعوه ليصلي فيه، فأتاهم فصلى فيه فحسدتهم أخوالهم بنو عمرو بن عوف.
فقالوا: نحن نصلي في مربط حمار لية ، لا لعمر الله، ولكنا نبني مسجدا فنصلي فيه، ويجيء أبو عامر فيؤمنا فيه.
وكان أبو عامر فرّ من الله ورسوله فلحق بمكة، ثم لحق بعد ذلك بالشام، فتنصر فمات بها.
فبنوا مسجدا وأرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلّة والحاجة، والليلة المطيرة وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه.
فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إني لعلى جناح سفر وحال وشغل، ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه، فلما قفل أنزل عليه فيه القرآن :" والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا" [التوبة] .
هدمه وحرقه:
فدعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وأخاه عاصم بن عدي، فقال: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه.
فانطلقوا مسرعين حتى أتوا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم.
فقال مالك: انظروا حتى أخرج إليهم بنار من أهلي، فدخل أهله فأخذ سعفا من النخل، فأشعل فيه نارا ثم خرجوا يشتدون حتى أتوا المسجد وفيه أهله، فحرقوه، وهدموه، وتفرق أهله عنه، ونزل فيه من القرآن ما نزل: " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا" .
وفي هذا العام أيضا أي التاسع من الهجرة،مات عدو الله عبد الله بن أبي ابن سلول في ذي القعدة، بعد أن مرض عشرين يوما.
وقد روى البخاري عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له، فأعطاه النبي- صلى الله عليه وسلم- قميصه.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها