أخبار

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

كيف تواجه الشيطان وحزبه وتثبت على طريق الحق والإيمان؟ (الشعراوي يجيب)

تمحيص للمؤمنين وفضح للمنافقين والمشركين.. في ليلة النصف من شعبان أرضى الله نبيه بتحويل القبلة إلى البيت الحرام

بقلم | خالد يونس | السبت 24 فبراير 2024 - 12:17 م

بعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام فى المدينة، صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام، ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلاً من شأنه، ولكنه ربطٌ لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى، هى حقيقة الإسلام، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين، وليؤكد أن دين الأنبياء جميعًا هو الإسلام: (ملَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ). وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا تأكيدًا للرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قَصُرَ الزمنُ أو طال، فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ). وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، فهى دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام، ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم فقد أخَّره الله ليقدِّمه؛ فهو وإن تأخر فى الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.

وقد كرَّم الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى هذه الليلة المباركة بأن طَيَّب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لرغبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، وما الأمر فى هذا كله إلا أنه انتقال من الحسن إلى الأحسن، وهذا شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأمور كلها. ولقد جاء تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام أيضًا لتَقَرَّ عينُ الرسول صلى الله عليه وسلم فقلبه معلق بمكة، ويمتلئ شوقًا وحنينًا إليها؛ إذ هى أحب البلاد إليه، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى يثرب التى شرفت بمقامه الشريف، فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلاً: «والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أنى أُخْرِجْتُ منكِ ما خرجتُ».

 قلب النبي متعلق بالبيت الحرام


وبعد أن استقر صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، ظل متعلقًا بمكة المكرمة، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة فى كل صلاة، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان. فقد ذكر البخارى من حديث أبى إسحاق عن البراء بن عازب، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال أخواله من الأنصار، وأنه «صلَّى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعجِبه أن تكون قبلته قِبل البيت»، أى البيت الحرام؛ فقد كانت رغبته صلى الله عليه وسلم فى تحويل القبلة تشغل عقله وتفكيره، ولم يصرح بذلك إلى أن استجاب الله تعالى له وحقق له ما تمنى لتظهر مكانته صلى الله عليه وسلم عند ربه سبحانه وتعالى. وفى رواية مسلم «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى نحو بيت المقدس»، فنزلت: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)؛ فمر رجل من بنى سلمة وهم ركوع فى صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة، وروى ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم إذا سلَّم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء، فأنزل اللّه: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) إلى الكعبة، إلى الميزاب يؤم به جبريل عليه السلام.

وقد كان من حكمة المولى جل وعلا أن تكون الكعبة المُشرفة قبلة للمسلمين بعد أن حازوا شرف التوجه إلى بيت المقدس ليكونوا من أهل القبلتين، وليتميزوا عن المشركين قبل الهجرة، وعن اليهود بعد الهجرة.

وقد كان الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتبط قلبه بالكعبة المشرفة وبمكة حتى قال ذلك الدعاء عند هجرته من مكة، وتركه أراضيها المقدسة، فكان يقول صلى الله عليه وسلم: «والله إنك لأحب أرض الله إليَّ وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت...» الدعاء.

 فلما كانت قبلة بيت المقدس وهو يصلي بمكة تلي الكعبة حيث كانت بين يديه كما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه؛ لذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم يفكر في تحويلها لأنه كان يجمع بين القبلتين، فلما هاجر إلى المدينة لم يمكنه أن يجمع بينهما، فصلى إلى بيت المقدس أول مقدمه للمدينة، واستدبر الكعبة ستة عشر شهرا - أو سبعة عشر شهرا - وكان يحب أن يصرف قبلته نحو الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام، وكان يكثر من الدعاء والتضرع والابتهال إلى الله عز وجل ويرفع يديه وطرفه إلى السماء وسائلا الله ذلك.

 

حتى روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: «وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها» فقال جبريل: إنما أنا عبد وأنت كريم على الله فادع ربك وسله. ثم ارتفع جبريل عليه السلام وظل الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ويرفع رأسه إلى السماء راجيا أن يأتيه جبريل بالذي سأل ربه. فنزل عليه جبريل بما وعده الله به قال تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 144].

ومعنى ذلك أن الله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه قد شاهد وعلم تردد وجهه إلى السماء توقعا للوحي أن يلقى في روعه تحويل القبلة إلى الكعبة سعيا منه لاستمالة العرب إلى دخولهم في الإسلام ومخالفة اليهود والذين كانوا يقولون: إنه يخالفنا في ديننا ثم أنه يتبع قبلتنا، حتى ودّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصرفه الله تعالى عن قبلتهم.

وفي الدر المنثور في التفسير المأثور للإمام السيوطي أن ابن ماجه أخرج عن البراء قال: «صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهرا، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين.. بينما أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا، ثم أنزل الله أنه أمره فيها بالتحول إلى الكعبة فقال: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 144].

.. وعن مجاهد قال: قالت اليهود: يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا.. فقال: يدعو الله ويستفرض القبلة، فنزلت ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ الآية فانقطع قول يهود حين وجه للكعبة، وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال.

وقال السيوطي: وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وأحمد بن منيع في مسنده، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو في قوله: ﴿ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ [البقرة: 144] قال: قبلة إبراهيم نحو الميزاب.

.. وعن ابن عباس مرفوعا: «البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي».

كما أخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير عن أبي العالية في قوله: ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ... ﴾ [البقرة: 144] يقول: ليعلمون أن الكعبة كانت قبلة إبراهيم والأنبياء، ولكنهم تركوها عمدا. ﴿ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 146]. يقول: يكتمون صفة محمد وأمر القبلة.

هذا، وقد ذكر ابن سعد عن سعيد بن المسيب أن صرف القبلة كان بعد ستة عشر شهرا من مقدمه المدينة وقبل وقعة بدر بشهرين وقد ذكر ذلك أيضا ابن قيم الجوزية.

أما ابن كثير فقد قال: «... قال الجمهور الأعظم: إنما صرفت في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة...».

ويذكر ابن كثير أنه حينما نزل الأمر بتحويل القبلة خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين وأعلمهم ذلك، كما روى النسائي عن أبي سعيد بن المعلى، وأن ذلك كان وقت الظهر. وقال بعض الناس: نزل تحويلها بين الصلاتين، قاله مجاهد وغيره، ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذا جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة، وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك نحو ذلك.

كما وردت في الصحيحين أيضا حديث البراء رضي الله عنه، قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، ثم صُرفوا نحو القبلة.

مغزى تحويل القبلة:


وقد كان في تحويل القبلة مغزى وحكمة كبيرة اختبر الله تعالى فيها المسلمين وكان للمشركين واليهود والمنافقين موقف آخر، يقول ابن قيم الجوزية في زاد المعاد، وكان لله في جعل القبلة إلى بيت المقدس، ثم تحويلها إلى الكعبة حكمة عظيمة، ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين.

فأما المسلمون، فقالوا: سمعنا وأطعنا وقالوا: ﴿ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ [آل عمران: 7] وهم الذين هدى الله، ولم تكن كبيرة عليهم.

وأما المشركون، فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق.

وأما اليهود، فقالوا: خالف قبلة الأنبياء قبله، ولو كان نبيا، لكن يُصلي إلى قبلة الأنبياء.

وأما المنافقون: فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقا، فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق، فقد كان على باطل، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس، وكانت كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ﴾ [البقرة: 143].

اقرأ أيضا:

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

ابتلاء واختبار 


وكان محنة من الله امتحن بها عباده، ليرى من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب على عقبيه.

ولما كان أمر القبلة وشأنها عظيما، وطَّأ - سبحانه - قبلها أمر النسخ وقدرته عليه، وأنه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله، ثم عقب ذلك بالتوبيخ لمن تعنَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينقد له، ثم ذكر اختلاف اليهود والنصارى، وشهادة بعضهم على بعض بأنهم ليسوا على شيء، وحذَّر عباده المؤمنين من موافقتهم واتباع أهوائهم، ثم ذكر كفرهم وشركهم به، وقولهم: إن له ولدا، سبحانه وتعالى عما يقولون عُلوا كبرا، ثم أخبر أن له جل وعلا المشرق والمغرب، وأينما يُولِّي عباده وجوههم فثم وجه الله، وهو الواسع العليم..

وعن تغيير القبلة وموقف اليهود منها يقول ابن إسحاق: ولما صرفت القبلة من الشام إلى الكعبة، وصُرفت في رجل على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاعة بن قيس، وقردم بن عمرو، وكعب بن الأشرف، ورافع بن أبي رافع، والحجَّاج بن عمرو، حليف كعب بن الأشرف، والربيع بن الربيع بن أبي الحقيق، فقالوا: يا محمد: ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك وإنما يريدون بذلك فتنته عن دينه. فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 142 - 143].

أي إنها ابتلاء واختبار من الفتن: أي الذين ثبت الله ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143] أي: إيمانكم بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيكم، واتباعكم إياه إلى القبلة الأخرى وطاعة نبيكم فيها: أي ليعطيكم أجرهما جميعا ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.

وقال ابن هشام: ثم قال الله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 144].

وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 145] إلى قوله تعالى: ﴿ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ [البقرة: 147].

اقرأ أيضا:

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

اقرأ أيضا:

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

الكلمات المفتاحية

ليلة النصف من شعبان تحويل القبلة ارضاء النبي البيت الحرام المسجد الأقصى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام فى المدينة، صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام، ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلاً من شأنه،