عزيزي المسلم.. (احترم فرق التوقيت)، واعلم جيدًا أن هناك اعتذارًا يناسب هذا الوقت، لكنه لا يمكن أن يناسب أي وقت آخر، فاحرص على أن تقدمه في وقته.. فهناك مواقف لو لم تستطع أن تقدمها الآن فلن يكون لها معنى في وقت آخر ..
- هناك فرصة تأتيك لو أضعتها لا يمكن أن تعوضها لاحقًا مهما حدث ..
- هناك مشاعر لو لم تشعر بقيمتها في وقتها مستحيل أن تجدها في وقت آخر ..
- هناك حلول تنفع في هذا الوقت لكنها لا تنفع أبدًا في أي وقت آخر ..
- هناك قرار لو أجلته الآن لن يكون مناسبًا لوقت آخر ..
- هناك درس لو لم تتعلمه الآن ستخسر كثيرًا فيما بعد
- هناك أناس لو لم تقدر صبرهم الآن نحوك، فإياك أن تحزن غدًا حين ينتهي هذا الصبر
- هناك كلمة لو لم تقلها الآن لا يمكن أن يكون لها أي معنى لو قيلت فيما بعد
- هناك رسائل لو لم تفهمها الآن ليس لها معنى أو لزوم فيما بعد
فرق كبير
إذن عليك أن توقن عزيز المسلم، تمام اليقين أن هناك فرقًا كبيرًا بين الآن وبعدين !
في هذه اللحظة التي تمر ..هناك أمور كثيرة جدًا تتغير داخلك، وداخل غيرك ومن حولك، وفي كل شئ .. فلا يجوز أن تقابلها بنفس السيناريو .. ولا تنتظر نفس ردود الأفعال .. ولا تتوقع أن الكون مازال ينتظرك، فما مر قد مر ولن يعود أبدًا، فاختر اللحظة المناسبة دائمًا لكل قرار أو مشاعر أو وقفة مع النفس ولا تتردد في ذلك.
الإسلام منح الوقت أهمية خاصة، فكيف بنا نضيعها؟.. فالوقت هو الحياة، وتضييعه في ما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية أو دنيوية خسارة للحياة، ولهذا نبه الله عز وجل في القرآن الكريم على أهمية الوقت، فأقسم سبحانه وتعالى بأجزاء الوقت في محكم كتابه في غير ما آية، فأقسم بالليل والنهار والفجر والعصر، وذلك تنبيها على أهميته.
اقرأ أيضا:
الكبر يأكل الحسنات ويعرض صاحبه للعقاب.. هذه أهم أسبابهالنعمة الضائعة
أيضًا حذر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من أن أهم نعم أنعم الله بها على الإنسان، هو الوقت، ومع ذلك كثير من الناس يضيعها ولا يهتم بها، فقال عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه»، لذلك يعرف احترام الشخص لوقته من خلال معاشرته ومخالطته والنظر في كيفية قضائه لأوقاته واستغلالها وحرصه على عدم إضاعتها وتجنبه لمجالس اللغو والغفلة، وتنظيم أوقاته بين العبادة وأداء حقوق الآخرين والسعي لطلب الرزق وطلب العلم وحضور مجالس العلماء وعدم الإكثار من النوم، إلى غير ذلك من السلوكيات والأخلاق.