مرحبًا بك يا عزيزتي..
نحن نتعافى يا عزيزتي عندما نتوقف مع أنفسنا لندرك ماذا حدث لنا، وما الذي يحدث لنا، إذ لابد من هذه المعرفة لنفيق، ونبدأ في البحث عن الأسباب لهذا كله، لنعالجها، فبدون معالجة الأسباب سيبقى كل شيء سيء على وضعه.
"أنا مش مسامحة نفسي على اللي حصل"، أسوأ عبارة من الممكن أن نوجهها إلى أنفسنا هو ما نطقت به، فما حدث قد حدث، ولابد من مسامحة النفس بقبول ما حدث مع عدم الموافقة عليه، وشتات بين الحالتين.
فقبولك الذي لا يعني الموافقة، وأنة ما حدث كان خطأ، سيساعد نفسك على التعافي، تمامًا كما التوبة من الذنب، يعود المرء كمن لا ذنب، لم؟، ليتمكن من فتح صفحة جديدة بالفعل، ويتم اغلاق صفحة الذنب الماضية بالفعل، هذه حكمة الله من التوبة.
لن تحدث "النقلة" بدون "التوبة"، والله يريد لنا هذه النقلة لا المكث في أوحال المعصية والذنب الذي وقع، أو تكراره، وهذا ما هو مطلوب منك تجاه نفسك.
عندما تتعاملين مع نفسك هكذا، بقبول، وبدون أحكام، ستقتربين من نفسك، ومن حقيقة مشاعرك، ومن دوافعك لهذا الفعل، وعندها ستتعرفين على الأسباب لتعالجيها، فربما أنت بالفعل في احتياج لشريك حياة، واشباع احتياجاتك النفسية والعاطفية، والمشكلة أنك اندفعت بضغط هذه الاحتياجات لاشباعها عبر مصدر خطأ، وغير مناسب، وعليك الانتباه، والافاقة، والبحث عن مصادر اشباع مناسبة وآمنة، من خلال الأهل، الأصدقاء، زملاء العمل، إلخ ، والبحث بطرق آمنة عن شريك مناسب، وهكذا.
لابد أن تتعرفي على ذاتك، احتياجاتك، وتقتربي من نفسك ومشاعرك، فالتعامل مع الذات بشكل صحي هو أول الخطوات لعلاقات وتعاملات صحية خارج محيط الذات مع الآخرين أيًا كانوا.
كل هذا مطلوب، وهو ممكن، ليس مستحيلًا لكنه يحتاج إلى صدق وصبر ووقت وجهد وطاقة، تستحقينها ولن تندمي على انفاقها.
وأخيرًا ، تذكري أننا نخطئ لنتعلم يا عزيزتي، لا لنقبع أسرى الألم بسبب الخطأ، ولا لنكرره لأننا لم نتعلم.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
.