أخبار

شاهد.. عمرو خالد يعرض برومو برنامجه "نبي الإحسان" في رمضان 2025

تحذير طبي: ورق التواليت يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة

الزبادي يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

أغرب العداوات في عالم الحيوانات والطيور

في هذه الأحوال ستشعر بقيمة النعمة؟.. كيف تدخر منها قبل زوالها

5 أشياء تصل للميت في قبره يفرح بها ويعرف من أرسلها .. يكشفها عمرو خالد

دعاء ليلة النصف من شعبان

النصف من شعبان.. اختبار صعب مكافأته الرضا والسكينة

كيف تبدل سيئاتك إلى حسنات في ليلة النصف من شعبان؟

"كل آمن بالله وملائكته".. كيف نؤمن بالملائكة؟

النصف من شعبان.. اختبار صعب مكافأته الرضا والسكينة

بقلم | أنس محمد | الخميس 13 فبراير 2025 - 02:08 م

لم يتوقف فضل ليلة النصف من شعبان من كونها ليلة تحويل قبلة المسلمين في صلاتهم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام استجابة لدعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن مكث وأصحابه يتوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى قرابة ستة عشر شهرا، وكانت اليهود فرحة بذلك، ولكن امتدت مناسبة ليلة النصف من شعبان لتكون رمزا إلى حالة السكينة والطمأنينة والرضا التي ينشدها المسلم حينما ينتقل بدينه من مواطن الضعف إلى مواطن القوة بعد اجتياز الامتحان الرباني والصبر على الابتلاء.

كان تحويل القبلة امتحانا وابتلاءا للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين معا، قال الله تعالى : «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون» البقرة 144.

كان الله تعالى النبي يرى تقلب وجه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، في السماء شوقا وانتظارا لنزول الوحي باستقبال القبلة، واستجاب الله له بتوجيهه إلى قبلة يرضاها ويحبها وهي الكعبة وهذا بيان لفضله وشرفه، صلى الله عليه وسلم، حيث أن الله تعالى يسارع في رضاه ثم أمر الله تعالى في هذه الآية باستقبال القبلة الجديدة وأن يولي وجهه وبدنه إليها حيث ما كان من بر وبحر أو شرق أو غرب بشرط استقبال الكعبة للصلوات كلها.


 وبعد تحول القبلة ارتاب اليهود وفرح المشركون وشمت المنافقون وأذاعوا أباطيل ومزاعم واتهامات فأنزل الله تعالى قوله: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم».

وبعد استقبال القبلة قال المسلمون سمعنا وأطعنا وآمنا به كل من عند ربنا وقال المشركون: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع لديننا، وقالت اليهود "خالف قبلة الأنبياء ولو كان نبيا لاستمر فى صلاته إلى قبلتهم"، وقال المنافقون "ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى على حق فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل".

 ورد الله عليهم بقوله: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم» سورة البقرة الآية 143.

أمر الله عز وجل رسوله محمدا، صلى الله عليه وسلم، بالتوجه إلى بيت الله الحرام، في الصلاة بعد أن توجه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وذلك لحكمة جليلة هي إمتحان إيمان الناس واختبار صدق يقينهم ليظهر المؤمن الصادق من الكاذب والمنافق لتكون الريادة لهذه الأمة: «هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم المصير».



تحويل القبلة مناسبة للسكينة


من حكم ومقاصد تحديد القبلة أن المقصود من الصلاة حضور القلب والحضور لا يحصل إلا بالسكون وترك الالتفات والحركة وهذا لا يتأتى إلا باستقبال جهة واحدة على التعيين وأن الله عز وجل خص الكعبة بإضافتها إليه في قوله تعالى: «وطهر بيتي» وخص المؤمنين بإضافتهم بصفة العبودية إليه في قوله تعالى: «يا عبادي» والإضافتان للتكريم والتخصيص فكأنه جل شأنه يقول ان المؤمن عبده والكعبة بيته والصلاة خدمته فالمؤمن يقبل بوجهه في خدمة ربه إلى بيته وبقلبه والتوجه إلى الكعبة المشرفة من مظاهر ووسائل وحدة المسلمين.

 ونحن جميعاً حينما نطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونتأسى بسيرته ، ونؤدي العبادات كما ينبغي ، ومنها الصيام نقطف الثمار اليانعة التي قطفها أصحابه الكرام ، وإحدى أكبر هذه الثمار تلك السكينة التي تتنزل على قلوب المؤمنين الصادقين .

ذلك أن المؤمن استجاب لنداء الفطرة ، واهتدى إلى سرِّ وجوده ، وغاية وجوده ، فتوضحت لدية الغاية والطريق ، وعاش في معية الله ، ومعية رسله ، وأنبيائه ، ومعية المتقين ، ونجا من عذاب الحيرة والشك ، إن السكينة وردت في القرآن الكريم في عدة آيات من أبرزها قوله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾( سورة الفتح الآية : 4 ).

فلا سعادة بلا سكينة ، ولا سكينة بلا إيمان ، سكينة النفس هي الينبوع الأول للسعادة ، والسلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل إنسان على وجه الأرض ، لأن الله يعطي الصحة ، والقوة ، والذكاء ، والمال ، والجمال للكثير من خلقه ، ولكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، والسكينة هي السمة الأولى للمؤمن ، هذه السكينة تزدهر بغير عون من المال ، بل بغير مدد من الصحة ، يسعد بها الإنسان ولو فقد كل شيء ، ويشقى بفقدها ولو ملك كل شيء ، هذه السكينة ليست ملك أحد يمسكها أو يرسلها ، ولكنها في متناول كل واحد من البشر إذا دفع ثمنها، وثمنا هو:

اقرأ أيضا:

في هذه الأحوال ستشعر بقيمة النعمة؟.. كيف تدخر منها قبل زوالها

الإيمان بالله واليوم الآخر


إن للسكينة مصدراً واحداً لا ثانياً له ، هو الإيمان بالله الذي يحمل على طاعته ، والإيمان باليوم الآخر الذي يمنع أن تؤذي مخلوقاً على وجه الأرض ، هذا الإيمان العميق الذي لا يكدره شك ، ولا يفسده نفاق ، والعمل بمقتضى هذا الإيمان ، لقد علمتنا الحياة أن أكثر الناس قلقاً وضيقاً ، واضطرباً ، وشعوراً بالتفاهة والضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان ، وبرد اليقين .

إن هذه السكينة نفحة من السماء ، ينزلها الله على قلوب المؤمنين من الأرض ، ليثبتوا إذا اضطرب الناس ، وليرضوا إذا سخط الناس ، وليوقنوا إذا شكّ الناس ، وليصبروا إذا جزع الناس.

هذه السكينة وجدها إبراهيم عليه السلام في النار ، ووجدها يوسف عليه السلام في الجب ، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت ، ووجدها موسى عليه السلام في اليم ، ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حينما افتقدوها في الدور والقصور ، ووجدها نبينا عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار ، والأعداء يتعقبونه ليقتلوه ، ويجدها كل مؤمن آوى إلى ربه ، يائساً ممن سواه ، قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب.

فطرة الإنسان السليمة

من أسباب السكينة لدى المؤمن أنه هُدي إلى فطرته التي فُطر عليها ، وهي فطرة متسقة ، مع نواميس الوجود الكبير كله ، ومع منهج الخالق العظيم ، فعاش المؤمن مع فطرته في سلام، ذلك لأن في القلب شعثاً لا يلمُّه إلا الإقبال على الله ، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله .


الكلمات المفتاحية

النصف من شعبان تحويل القبلة الإيمان بالله واليوم الآخر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم يتوقف فضل ليلة النصف من شعبان من كونها ليلة تحويل قبلة المسلمين في صلاتهم من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام استجابة لدعاء النبي محمد صلى الله عليه