كثير من الناس يتعرض لمرض يسمى بالغامض، وأحيانًا بعد الكثير من التحاليل والأشعة، يتم التعرف على أنه مرض نادر، ثم يظل هؤلاء يدورون في دوائر مفرغة، لا يستطيعون الوصول لعلاج محدد، ولا هم قادرين على تحمل تكاليف العلاج.. لهؤلاء هناك طريقة أثبتت نجاحها بنسبة كبيرة، وهي المعادلة التي يضعها الدين الحنيف، والمبنية على أن (مرضك الذي لا يعلمه إلا الله، اجعل له صدقة خفية لا يعلمها إلا الله.. والهم الذي يربض على صدرك ولا يعلمه إلا الله، اجعل له استغفارًا خفيًا لا يسمعه إلا الله.. والقلق الذي يعتريك ولا يعلمه إلا الله، اجعل له ركعتين في جوف الليل لا يراهما إلا الله.. فقد كان الإمام ابن القيم رحمه الله يقول: «الخوافي للخوافي».

علاج مجرب

عزيزي المسلم، يا تمر بمرض ما، وليكن القلق أو الوسوسة، أو حتى الخوف من القادم والمستقبل، إليك هذا العلاج المجرب، وهو ذكر الله أولا ، والصدقة الخفية ثانيا، إذ يقول المولى عز وجل في ذلك: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ » (البقرة: 274)، إذن من أنفق فإنما يرفع عنه البلاء، وينزل عليه الفضل العظيم من الله عز وجل، وهو ما أكدته السنة النبوية المطهرة، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفق أنفق عليك، وقال: يمين الله ملأى، سحاء، لا يغيضها شيء الليل والنهار»، فهذا وعد من الله بالإنفاق على من أنفق في سبيل الله، والله تبارك وتعالى لا يخلف وعده.

اقرأ أيضا:

كيف تخلق في نفسك الرغبة في النجاح؟ نماذج محمدية تدلك على التفوق

أكثر ما تحب

عزيزي المسلم، المعادلة بسيطة جدًا، أنفق مما تحب، يمنحك الله عز وجل كل ما تحب، ويرفع عنك بالتأكيد كل ما تكره، وخصوصًا الأمراض، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ (آل عمران: 92)، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله يقول في كتابه: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾، وإن أحب أموالي إلي بي رحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه»، لذلك ولما سئل صلى الله عليه وسلم: "أي الصدقة أعظم"؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان).