عزيزي المسلم، هل تريد أن تنام قرير العين هانئ النفس؟.. عليك بالآتي: أن تسامح جميع خلق الله عز وجل مهما كانت الظروف، وأن تتعود على الدعاء لخلق الله، من أهلك وأصحابك وجيرانك، وأحبابك، وأن ترضى بما قسم الله لك، فتصبح أغنى الناس بلاشك، وأن تنام على وضوء ووتر ولا تنسى آية الكرسي والمعوذات، والأهم: أن يكون الله أخشى ما تخشاه، وليس البشر، وأنك تدرك جيدًا أن الأقلام طويت وجفت الصحف، وأن البشر جميعهم لا يستطيعون تغيير قدرك، لأنه بيد الله فقط، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : « يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».

هنا اليقين

عزيزي المسلم، وليكن في قلبك اليقين في الله عز وجل، فلو نمت وأنت تفكر فيمن ظلمك، أو فيمن ينقصك، أو في أي أمر من أمور الدنيا مهما كان، مؤكد طار عنك النوم، ولبسك الهم والغم، بينما إذا ارتضيت فإنك ستنام قرير العين وفي لحظة، وما ذلك إلا نصيحة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبدالله ابن العباس رضي الله عنهما: «احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا»، وهنا أكبر على أن الله عز وجل يحفظ عباده المؤمنين، في البدن والمال والأهل ، بل ويوكل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ، كما قال تعالى : « لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ » ( الرعد : 11 ).

اقرأ أيضا:

الكبر يأكل الحسنات ويعرض صاحبه للعقاب.. هذه أهم أسبابه

طريق الجنة

اعلم يقينًا عزيزي المسلم، أن سلامة الصدر أنما هي أهم الطرق للجنة، وقصة سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: «ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه»، فقط ينام وليس في قلبه أي حقد لأحد، وهو أمر لو يعلم المسلمون أهميته وفضله، لحرصوا عليه ليل نهار.