أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

تزوج زوجي بعد عشرة 30 عامًا.. كيف أقول لأحفادي أن جدهم تزوج؟!

بقلم | ناهد إمام | الجمعة 26 مارس 2021 - 10:09 م

تزوجت في العشرين وعمري الآن 50 عامًا وفوجئت بزواج زوجي منذ عام، وأن أسفاره التي كان يغيب فيها عن البيت بالشهور وهم وكذب، وأنه يقيم مع أخرى ويعطيها كل شيء، ويحرمني من كل شيء حتى العلاقة الحميمة عندما يعود.

إنه يعطيها كل شيء، لا أستطيع تخيل هذا.

أشعر أنني سأجن، فقد صبرت على علاقة زوجية مؤذية وسيئة 30 عامًا ثم كان هذا هو الجزاء؟!

أشعر بالغضب الشديد والرغبة في الانتقام، أريد البكاء وأشعر أن دموعي متحجرة ولا أستطيع ذرف دمعة؟!

ماذا أقول لأولادي، وأحفادي، وأزواجهم، وأهلهم؟!

لقد تزوج جدكم؟!

ماذا أفعل؟


الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك..

قلبي معك منذ 30 عامًا!

نعم، فأنا لا أستطيع تخيل أنك أمضيت عمرك كله في علاقة زوجية مؤذية، غير جيدة ولا سوية، كما قلت، ولأجل ماذا، ولماذا، لعله كان من أجل الاعتقاد الشائع "علشان العيال تتربى"، أم ماذا؟!

لقد رضيت بتشوه ذاتك طيلة هذه السنوات الطويلة، فهكذا تفعل بنا العلاقات المؤذية، تشعرنا بعدم الاستحقاق، عدم الاحترام، ومن ثم خسارة النفس.

العلاقات السامة خاصة تلك القريبة جدًا تؤدي بالضحية للعدمية، وهو أخطر ما يمكن، وما يمهد لاضطرابات نفسية بحسب ظروف كل شخص،  ومتانته النفسية،  وجيناته الوراثية،  إلخ.

العلاقة المؤذية  بلغة التجارة، صفقة خاسرة، ولن تجدي تاجرًا حاذقًا، نبيهًا يرضى بمثل هذه الخسارات.

أنا لا ألومك، ولا أعاتبك، إنما أوضح لك أن ما فعلته كان خطأ، مهما كانت الأسباب والمبررات، هو خطأ.

ما حدث الآن هو نتيجة منطقية لما تقدم من أسباب.

الشخصية المؤذية ليس لديها مشاعر لكي تراعي "عشرة" مثلًا، أو وضع اجتماعي، أو وضع اقتصادي ، إلخ، المؤذي لا يفكر سوى في مصالحه، ومتعته، فآخر ما يمكن أن يفكر فيه المؤذي هو وضع اعتبار لمشاعر الآخرين مهما كانوا.

هذه حقائق، تنطبق على زوجك وأي شخص له سمات شخصية زوجك.

لا أعرف هل أنت غاضبة بشكل رئيس لعدم وجود علاقة "إنسانية" أم عدم وجود علاقة "حميمية"؟!

فبحسب وصفك، أنت حرمت من علاقة إنسانية مع زوجك، فعلاقتك الزوجية التي وصفتها بالسوء والأذى تعني أن حقوقك الانسانية مهدرة وكذلك حقوقك كأنثى، وفي ترتيب العلاقات تأتي هذه في المقدمة، تليها العلاقة والحقوق الجنسية،  فكيف تريدين علاقة جنسية بدون علاقة انسانية؟! بل كيف ترضين بهذا؟!

لقد مر عليك أكثر من ربع قرن من الزمان وأنت مهدرة الانسانية، دموعك المتحجرة كما وصفتها ليست يا عزيزتي وليدة اليوم،  ولا بسبب العام الذي تزوج فيه، بل هي مشاعر تشوهت على مر زمن طويل.

الأمر ليس هينًا.

أكثر من ربع قرت تتجرعين القهر من خلال علاقة وصفها الله بالمودة والرحمة، وكانت على النقيض تمامًا، وترجين في النهاية حسن الخاتمة للعلاقة وكيانك النفسي؟!

عزيزتي..

أنت خمسينية، وصبرت على علاقة مؤذية لأكثر من ربع قرن، وعلى الرغم من هول هذا كله، فإنه ليس نهاية العالم!

إذا كان لديك عدم يأس من روح الله، واستطعت القرب من ذاتك، وملامسة الجزء "الشجاع "فيها، وأزحت الجزء المستسلم، الخائف، الجبان،  ستتحررين عندها من الأغلال التي أبقتك في أوحال سحق نفسك بهذا العلاقة المؤذية، وفق تبريرات مخادعة.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك، وتغيير ما بنفسك.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك،  وعدم اختزال نفسك، وحياتك في علاقة.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك، وإبعاد رقبتك بعيدًا عن سكين المؤذي، وعندها سيساعدك الله، فهو سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم كما أخبرنا، فهل أنت مصدقة في هذا،  أم في أنك تستحقين الاستسلام للقهر وعدم الاستحقاق؟!

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيردك إلى ذاتك الحقيقية قبل العلاقة المؤذية، وعندها ستدركين قيمة نفسك، والحياة، وستعيشين "حياتك"، وستقبلين عليها مهما حدث من قبل، وما زال يحدث من حولك.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيجعلك لا تفكرين أول ما تفكرين في الأبناء وأزواجهم وأهلهم وأحفادك، بل ستواجهين، وستكون لديك القدرة على التعامل الصحي المطلوب.

هذا ما يجب أن تركزي عليه، وما تعملي لأجله، فلم يعد في العمر متسع للوم ولا مزيد من القهر لنفسك، ومزيد من السجن في المخاوف،  بل "التغيير"، و"الإنقاذ" لهذه النفس، وإنضاجها، وحبها، واحترامها.

لا تجاوز للأزمة يا عزيزتي بدون العودة لذاتك الحقيقية، والانعتاق من ذاتك المزيفة التي تحمل تشوهات العلاقة المؤذية.

لا تجاوز للأزمة يا عزيزتي بدون العودة لذاتك الحقيقية التي خسرتها مقابل عدم خسارة العلاقة -على الرغم من أنها سامة ومؤذية-، وكانت النتيجة هي خسرانك كل شيء، ذاتك والعلاقة.

آن الأوان لتسترجعي ذاتك الحقيقية ولا تخسريها من جديد أبدًا، فخسارة النفس لا تعوض.

عزيزتي..

لعله خير!


اقرأ أيضا:

إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!

اقرأ أيضا:

هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟


الكلمات المفتاحية

زواج جد أحفاد عشرة زوجية استحقاق علاقة سامة علاقة مؤذية تعافي ذات مزيفة تشوه الشخصية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تزوجت في العشرين وعمري الآن 50 عامًا وفوجئت بزواج زوجي منذ عام، وأن أسفاره التي كان يغيب فيها عن البيت بالشهور وهم وكذب، وأنه يقيم مع أخرى ويعطيها كل