أخبار

8ثمار رائعة للإيمان بالقضاء والقدر ..مصدر انشراح الصدر والرزق الوفير .. سلم زمام أمرك لله

3 أطعمة تساعد في تعزيز جهاز المناعة

4 أطعمة احذري تخزينها في الثلاجة

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

متى يصبح الموت خيرًا للمسلم؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 25 سبتمبر 2024 - 12:09 م


نهى النبي صلى الله عليه وسلّم أن يتمنّى المسلم الموت، أو يدعو على نفسه بالهلاك، وأرشدنا النبي إلى دعاء نردده حال اسودت الدنيا في وجوهنا، أو حل بنا شيءٌ جعل الحياة تضيق علينا، فقد ورد عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال:”لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي”، فهذا هو المأمور به في تلك الحالة أن يدعو الله إن كانت الحياة خير له؛ فليحيه، وإن كانت شرًّا له؛ فليُمته؛ حتى لا يقع في ما يُغضب الله.

ولكن ماذا لو كانت الحياة كلها شر لصاحبها، كأن يكون واقعا في المعصية، ومفتون بها، وقتها يكون الخوف من الوقوع في الفتن، أو الخوف من ذهاب الدّين قد يكونا مُجوّزين لتمني الموت.

فقد تمنى موسى عليه السلام الموت، وذلك في قوله -تعالى-:”رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”، فقد يكون ليس تمنيًّا للموت على سبيل العموم، وإنّما تمنى أن يتوفّاه الله مُسلمًا.

فليس أفضل من أن يكون الموت نجاة من الفتنة، وبعثا على فعل الخير، لا فعل المعصية، فقد يبكي الإنسان على الحياة بالرغم ما فيها من معصية أو كبد، ولكن ماذا تنفع الحياة إذا حرمنا من حسن الخاتمة، وتوفى أحدنا على ذنب يفعله، وماذا لو كان العكس حينما يرزقنا الله حسن الخاتمة وتحدث الوفاة ونحن على طاعة أو خير.

اقرأ أيضا:

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

الإنسان في كبد


يقول تعالى في كتابه الكريم {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}، وهي الآية الرابعة من سورة البلد، وهي سورة مكية بلا ريب. وقد بدأت هذه السورة بالقسم بـ{هذا البلد}، وإن كان ظاهره النفي، ولكنه يؤكد أنه من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى قسم. و{هذا البلد} يعني: مكة المكرمة، البلد الحرام، وفيه البيت الحرام. والقسم بـ {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} ولعله بإبراهيم، وما ولد من إسماعيل وأبنائه. وكان المقسم عليه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}. فالآية إذا جواب للقسم السابق.

وهو قسم من الله تعالى بأنه خلق الإنسان في شدة وعناء، وتعب ومشقة. مكابدات مستمرة منذ الطفولة وما بعدها، إلى الموت. فإنه لا يزال يقاسي فنون الشدائد من وقت نفخ الروح فيه، إلى حين نزعها منه، وما وراءه.

وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان يكابده من كفار قريش. وقال الحسن: يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة. وعنه أيضا: يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء؛ لأنه لا يخلو من أحدهما.

يقول العلماء: أول ما يكابد قطع سُرَّته، ثم إذا قُمط قِماطا، وشدَّ رباطا، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابدُ الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرُّك لسانه، ثم يكابد الفطام، الذي هو أشد من اللطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المعلم وصَوْلته، والمؤدب وسياسته، والأستاذ وهيبته..

ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها، من صُداع الرأس، ووجع الأضراس، ورمد العين، وغمِّ الدَّيْن، ووجع السِّنِّ، وألم الأذن.

ويكابد محنا في المال والنَّفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضى عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مساءلة المَلَك، وضغطة القبر وظلمته؛ ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار؛ قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَاَن فِي كَبَدٍ} فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد. ودل هذا على أن له خالقا دبَّره، وقضى عليه بهذه الأحوال؛ فليَمتثل أمره.



وقال ابن الرومي يدل على هوان الدنيا:

لِمَا تؤذن الدنيا به من صروفها ** يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وإلا فما يبكيه منـــها وإنها ** لأفسح ممـا كان فيه وأرغد



 وعقب أحدهم على ابن الرومي، فقال:



ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا ** والناس حولك يضحكون سرورًا

فاثأر لنفسك كي تكون إذا بكوا ** في يوم موتك ضاحكاً مسرورًا



فالموت ليس شرا كله، ولكن قد يكون فيه الخير، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير -وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن- إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". رواه مسلم عن صهيب.



الكلمات المفتاحية

الإنسان في كبد متى يصبح الموت خيرًا للمسلم؟ النهي عن تمني الموت

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled نهى النبي صلى الله عليه وسلّم أن يتمنّى المسلم الموت، أو يدعو على نفسه بالهلاك، وأرشدنا النبي إلى دعاء نردده حال اسودت الدنيا في وجوهنا، أو حل بنا شيء