قد لا يتخيل أحد هذه الجملة من المشكلات النفسية، والجسدية، والسلوكية، بل والعقلية التي من الممكن أن تحدث للأطفال جراء تلقيهم سوء المعاملة.
وتحدث إساءة معاملة الأطفال عبر جميع المستويات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، إذ قد يحدث داخل الأسرة بسبب الإهمال والجهل، والعنف المنزلي، وصولًا لأطفال الشوارع، والأطفال في الأزمات المجتمعية العالمية كالحروب واللجؤ وغيره، مما يشير إلى إمكانية نشأة مشروع معتدي، مجرم، يتسم بالخطر على نفسه والمجتمع.
وعلى الرغم من هذا، فإن بعض الأطفال يتمكنون من تخطي التأثيرات البدنية والنفسية الناجمة عن تعرضهم للإيذاء وسوء المعاملة، خاصةً أولئك الذين يتمتعون بدعم اجتماعي قوي يمكنهم من التأقلم والتكيف مع التجارب السيئة، إلا أن أغلب الأطفال الآخرين، من تعرضوا للإيذاء وسوء المعاملة، تحدث لهم مشكلات جسيمة على كافة المستويات، النفسية، والعقلية، والجسدية، والسلوكية، كالتالي:
أولًا : المشكلات النفسية
فالأطفال من يتعرضون لسوء المعاملة، يكونون عرضة أكثر من غيرهم لانخفاض تقدير الذات، وصعوبة بناء علاقات شخصية، وعاطفية، أو الحفاظ عليها، وغالبًا ما يفشلون في إنشاء علاقات تتسم بالحميمية والقرب والثقة، كما يعانون من صعوبة التكيف مع الصعوبات والضغوطات، وسرعة الشعور بالاحباط، وتكوين وجهات نظر مشوة بشأن الأبوة، مما ينذر باستمرار دائرة الايذاء وسوء المعاملة.
ثانيًأ: المشكلات الجسدية
الوفاة، والاصابة بالأمراض المعدية، والمزمنة، والاعاقات الجسدية من أبرز المشكلات الجسدية التي يتعرض لها الأطفال من تعرضوا لسوء المعاملة، فضلًا عن امكانية الاصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وصعوبات التعلم، وتعاطي العقاقير والمخدرات.
ثالثًا: المشكلات العقلية
يعاني الأطفال نتيجة سوء المعاملة من مشكلات عقلية، كالاصابة ببعض أنواع اضطرابات الشخصية، وكرب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والقلق المرضي، واضطرابات الأكل بأنواعها.
رابعًا: المشكلات السلوكية
وما دام العقل والنفس والجسد قد أصيبوا فلا مفر من حدوث مشكلات سلوكية جراء التعرض لسوء المعاملة، فيلاحظ بوضوح حدوث السلوك الجانح أو العنيف للطفل، و صدور إساءة معاملة منه للآخرين، والتورط في علاقات جنسية عابرة، خاصة في فترة المراهقة، والعزلة أحيانًا، وصولًا لمحاولة الانتحار.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟