عزيزي المسلم، أوتدري أن أعظم نصر قد يمنحك إياه الله عز وجل، إذا نصرك على من ظلمك .. أنه لا يشغلك بمن ظلمك أبدًا.. ولا يفرق معك الأمر بالكلية.. وألا يكون في حساباتك أي وجع من ظلم أو خوف من أي أذى !
وهنا من الأمور الجميلة التي نسمعها جميعًا لكن لا نتوقف أمامها قليلا، هي قصة أهل الكهف، وهم هؤلاء الفتية الذين نجاهم الله عز وجل من الظالم، أوتدري نجاهم بماذا؟.. بأن جعلهم ينامون !
فبينما هم خائفين .. قال لهم: ناموا .. إذن لو أنت فوضت أمرك إلى الله، فكل ما عليك أن تنام وأنت مطمئن وفقط!. لأن أهل الكهف لجأوا لله بقلوبهم .. بيقين .. ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾.
اظهار أخبار متعلقة
الرحمة المخفية
جاء نوم أهل الكهف كنوع من الرحمة والرشد .. كان من الممكن أن يبطش الله بأعداءهم .. إلا أنه سبحانه أراد لهم النصر بنومهم.. ليس هذا فحسب.. وإنما سخر لهم الشمس توجه لكهفهم بقدر معين !.. ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ).. إذن هو درس و عبرة نتعرف بها على الله عز وجل وكيف يعالج الأمور والمواقف بحكمته سبحانه .. ولنعلم أن أسلحته للنصر لا تعد ولا تحصى !
الأمر الآخر عليك أن تثق في الله، وهو لاشك سيسخر لك السموات والأرض لنصرك .. وسيبصرك بشكل النصر .. فهناك ملايين من الناس نصرهم الله عز وجل، وهم يتصورون أنهم مخذولون.. فإياك أن تتسرع في الحكم على ما وصلت إليه بعدما تعرضت للظلم، ولكن ثق في الله ينصرك مهما ضاقت وأحكمت أبوابها.
الخلاصة :
النصر شعور داخلي غير مرتبط لا بعدو ولا بظالم ولا بالنتائج الظاهرية ..العبرة بالطمأنينة، يقول المولى عز وجل: (رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً).. إذن علينا جميعًا أن نعلم أن التزام أبناء المجتمع بنصر الله من ناحية ونصرة بعضهم البعض من ناحية أخرى سيؤدي حتمًا إلى فوز المسلمين بكل خير، وظهورهم على عدوهم تحقيقًا لوعد الله عز وجل: «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ» (الحـج:40)، أما نصر المسلم ربه عز وجل فيكون بالعمل بطاعته وحفظ حدوده والبعد عن معاصيه.. وأما نصر المسلم لأخيه المسلم فيكون بتقديم العون له متى احتاج إليه، ودفع الظلم عنه إن كان مظلومًا، وردعه عن الظلم إن كان ظالمًا تحقيقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» فقال رجل: يا رسول الله! أنصره إن كان مظلومًا، أرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره».