جميعنا لاشك يتمنى لو أن يراه الناس جميلا طوال الوقت، لكن كيف ننول هذا الجمال، هل بالشكل فقط؟.. بالتأكيد لا.. والدليل على ذلك أن الله عز وجل وصف ثلاث حالات بالجمال: (صبر جميل.. هجر جميل.. صفح جميل )، إذن عزيزي المسلم عليك أن تصبر بلا شكوى، وأن تهجر بلا أذى.. وأن تصفح بلا عتاب.
كثير منا للأسف يتصور أن الجمال يقع عند حد المظهر والملبس فقط، بينما الله عز وجل يؤكد على أن الجمال الحقيقي، إنما هو في التقوى، أي فيما يبطن الإنسان لا فيما يظهره، قال تعالى يوضح ذلك: «يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ » [الأعراف: 26).
هنا الجمال الحقيقي
المتتبع لسنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم يجد الجمال الحقيقي، يجده في طبعه، وأخلاقه، وتواضعه، ولينه، ومودته، وكل تصرفاته عليه الصلاة والسلام، فقد كان هناك صحابيًا جليلا يدعى زاهر بن حرام الأشجعي، وكانت به بعض الدمامة، إلا أنه كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويهاديه بالهدايا فيقبلها رسول الله ويردها عليه بهدايا أخرى، وذات يوم رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق، فاقترب منه واحتضنه، فعرفه زاهر وفرح فرحا شديدًا أن يلتصق جسده بجسد رسول الله، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من يشتري العبد؟»، فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكن عند الله لست بكاسد»، أو قال: «لكن عند الله أنت غالٍ».
اقرأ أيضا:
الكبر يأكل الحسنات ويعرض صاحبه للعقاب.. هذه أهم أسبابهجمال الباطن
لاشك أن الإنسان فطر على حب الجمال، ويتحسسه ويتلذذ به، لكننا ننخدع بالجمال الظاهر للأسف، وننسى الجمال الحقيقي في القلوب الصافية الطاهرة النقية، لكن هناك بلاشك من أعطاه الله عز وجل الجمال الظاهر والباطن، فنبي الله يوسف عليه السلام كان له الجمال الظاهر والباطن؛ قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء عن جماله الظاهر: «فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم، إذا هو قد أُعطي شطر الحسن»، في المقابل فقد أهلك الله جل جلاله أممًا لما كفروا، ولم ينفعهم ما كانوا عليه من مناظر حسنة جميلة، قال سبحانه وتعالى: « وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا » (مريم: 74).