أكدت دراسة أمريكية حديثة أجريت في جامعة North Carolina عن تأثير "الشكر"، أن ممارسة الشكر لا تؤثر فقط على المرسل والمستقبل بل على المحيطين في المشهد كله.
أوضحت الدراسة أنه عند رؤية الأشخاص لموقف شكر بين طرفين، يعكس ذلك بداخلهم حالة من الاحترام والتقدير للطرفين، في إشارة إلى مدى إنسانية فعل الامتنان بين البشر.
وبحسب عالم النفس الشهير مارتين سيلجمان يعتبر فن الشكر أو الإمتنان، أداة تواصل جيدة بين أفراد المجتمع، وهو يزرع شعورًا دفينًا بالسلام والحب تجاه الآخرين، وتجاه النفس، فالإنسان كثير النقد يعيش حالة من الصراع المستمر مع من حوله ومع نفسه في الأصل، ومن ثم يعيش في حالة عدم استقرار، إذ أن دائمًا هناك شيء يفسد لوحة حياته الجميلة، والسبب هو تذمره المستمر، المتواصل، بينما يؤدي به الإمتنان للتناغم والطمأنينة .
فكلمة "شكرًا" على بساطتها، ورقتها، لها مفعول السحر في أي علاقة، خاصة علاقة الزوجين، وأفراد الأسرة، فالبيوت التي تحرص على شكر أفرادها بعضهم البعض، دائما ما تكون بيوت صلبة قائمة على الاحترام، فعندما يتربى الأبناء على مثل ذلك السلوك المتحضر بين الأهل، يترسخ في أذهانهم عمق مضمون الكرامة والعزة للشريك ورفيق الحياة.
ولكلمة "شكرًا" القدرة على تضميد الجروح والشروخ في العلاقات، وخلق بيوت هادئة وسعيدة، فلحظات السلام تبدأ عندما يعترف الأشخاص بتقدير الود والاخلاص والمجهودات بينهم.
لذا قام بعض المهتمين بعلم النفس الاجتماعي بقيادة فريق من أساتذة بجامعة Georgia بعمل استبيان يضم 468 شخص متزوج، وكان موضوع الاستبيان عن مدى امتنان كل طرف للآخر في حياتهم الزوجية، وكانت النتيجة الملحوظة أنه كلما زاد شعور الامتنان للطرف الآخر، كلما زاد تقييم الحياة الزوجية بينهم كحياة سعيدة، والعكس صحيح، إذ تختفي ثقافة الشكر بين الزوجين، فتتحول العلاقة إلى صدامات وشكل روتيني ممتليء بالمشاحنات.
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!