أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

من العداء إلى الحب.. قصة أول معتمر في الإسلام

بقلم | أنس محمد | الخميس 08 ابريل 2021 - 01:47 م


لم يكن ليتصور ثمامة بن أثال أنه سيدخل الإسلام، وهو الذي استهزأ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم له، حينما أرسل يدعوه للإسلام، فزاد حقده للنبي، وتوعد بقتله، فثُمامة بن أُثال كان سيد بني الحنفية وأحد أشراف بكر بن وائل، وسيد ساداتهم.


أخذ رسول الله "صلى الله عليه وسلم" زمام المبادرة في مواجهة الأعداء من الكفار والمشركين، بعدما علم أن أعداء الإسلام يُدبرون المكائد ويخططون للقضاء على الدعوة الإسلامية، لذلك بعث النبي عليه الصلاة والسلام- سرايا ومجموعات استطلاعية تقوم بها خيل المسلمين حول المدينة أو توسع النطاق لتبعد عن المدينة بقليل لإرهاب أعداء الله، وكذلك تُغير على المشركين لتُحبط كل محاولة لغزو المدينة.

وكان هناك للنبي عليه الصلاة والسلام – ضربات وقائية ومباغته للعدو، كما حصل في غزوة بني المصطلق، أغار عليهم وأخذهم على حين غرة، بعد أن وصلت له أنباء بأنهم يستعدون لقتاله، وقد أغار للنبي "صلى الله عليه وسلم" قِبل نجد وكانت في ذلك الوقت ديار كفر- وفي طريق عودتهم أسروا رجلًا مهمًا؛ وهو سيد ساداتهم، سيد أهل اليمامة "ثُمامة بن أُثال"، فكان ثمامة ممن أرسل إليهم النبي الرسائل يعرض عليه الإسلام؛ مثل عظيم الروم وعظيم الفُرس والمقوقس عظيم مصر وباقي الملوك والحكام في ذلك الزمان، فتكبر ثُمامة، وقابل رُسل رسول الله بغلظة واحتقار.


حقد وكراهية للرسول 


وكان ثمامة يُكن للرسول "صلى الله عليه وسلم" كل الحقد والكراهية؛ حتى إنه حاول قتل النبي على حين غِرة؛ لولا أن أحد أعمامه أمسك يدهُ وقال له: يا ثُمامة أترى إن قتلت محمدًا أتظُن أن أصحابه يتركوك وقومك بني الحنفية تسيرون في ربوع القبائل في شبه الجزيرة العربية، إياك يا ثُمامة أن تفعل ذلك، ولكنه تربص بأصحاب النبي "صلى الله عليه وسلم"، فقتل عددًا من الصحابة شر قِتلة ومثل بهم.

ولما علما النبي بذلك غضِبَ غضبًا شديدًا وأهدر دمه.

إلا أن القدر لعب لعبته، حينما أراد ثمامة بن أثال أن يعتمر ويزور بيت الله على عقيدة الشرك، وكان في الطريق سرية للنبي صلى الله عليه وسلم، فغارت عليه في الطريق، وذهبوا به للنبي ، فلما أُسر ثمامة ربطوه في سارية من سواري المسجد، وعندما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى صلاة الفجر، رأى ثمامة مربوطًا فقال: أتدرون من أخذتم؟

هذا ثمامة بن أُثال الحنفي، أحسنوا أساره، وتركه مربوطًا في المسجد لحكمة ورؤية ثاقبة من الرسول "صلى الله عليه وسلم".


فرجع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إلى أهل بيته فقال لهم: اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه، وقد أمر صلوات الله عليه وسلم بناقة أن يشرب ثُمامة من حليبها، وما زال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يتودد إليه لعل الله أن يهدي قلبه إلى الإسلام، فإن أسلم ثُمامة أسلم خلفه قوم كثير.

وهنا يُعلمنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كيف نتعامل مع الكبار والأشراف؛ فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": ما عندك يا ثُمامة؟ قال: عندي يا محمد خير إن تقتُلني تقتُل ذا دم، وإن تُنعم تُنعم على شاكر، وإن كنت تُريد المال فسل تعطى منه ما شئت، فتركه النبي عليه الصلاة والسلام على حاله؛ يؤتى له الطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة، ثم جاءه فقال ما عندك يا ثُمامة؟ قال: ليس عندي إلا ما قلته لك من قبل؛ عندي خير إن تقتُلني تقتُل ذا دم، وإن تُنعم تُنعم على شاكر، وإن كنت تُريد المال فسل تعطى منه ما شئت.

 تركه رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ حتى إذا كان اليوم التالي جاء، فقال مثل مقالته، فرد عليه ثُمامة مثل رده السابق، فالتفت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إلى أصحابه وقال: أطلقوا ثُمامة فغادر ثُمامة مسجد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فلم يذهب ثمامة إلى أهله؛ ولكن ذهب من تلقاء نفسه حتى بلغ نخل قريب من المسجد به ماء فاغتسل غسل المسلمين، ثم عاد إلى المسجد فنطق بالشهادتين بين يدي رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

الانبهار بأخلاق الرسول 


فلقد هزته آيات القرآن الكريم التي كان يتلوها النبي "صلى الله عليه وسلم"، بصوته الشريف، وبهرته أخلاق أصحابه، وقال: والله يا محمد ما كان على وجه الأرض أبغض إليَّ من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ، والله ما كان دين أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَ الدين كله إليَّ، والله ما كان بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليَّ، وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره النبي "صلى الله عليه وسلم"، وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة ملبيًا وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد قالوا أصبوت يا ثُمامة (أي أتركت دين آبائك واعتنقت دينًا آخر) فقال: والله ما صبوت؛ ولكنني أسلمتُ وصدقتُ محمدًا وآمنتُ به، والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وكانت اليمامة في ذلك الوقت ريف أهل مكة، ثم انصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى أصاب قريش الجهد، فكتبوا إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يتوسلون إليه ويسألونه بأرحامهم حتى كتب إلى ثُمامة أن يعطيهم حمل الطعام.


ثم صار ثُمامة رضي الله عنه من فضلاء الصحابة، وهدى الله به خلقًا كثيرًا من قومه، ولم يرتد مع من ارتد من أهل اليمامة، وكان ينهي قومه عن اتباع مسيلمة ويقول: إياكم وأمر مظلمة لا نور فيه، ولا خرج عن طاعة قط، وقام مقامًا حميدًا بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وسلم".

ليكون ثمامة بن أثال هو أول صحابي معتمر في الإسلام يدخل مكة ملبيًا، وهو أول من فرض الحصار الاقتصادي في الإسلام لنصرة رسول الله "صلى الله عليه وسلم".



الكلمات المفتاحية

ثمامة بن أثال قصة أول معتمر في الإسلام العمرة مكة المكرمة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم يكن ليتصور ثمامة بن أثال أنه سيدخل الإسلام، وهو الذي استهزأ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم له، حينما أرسل يدعوه للإسلام، فزاد حقده للنبي، وتوعد بق