مرحبًا بك يا عزيزتي..
ما تعرضت له هو "صدمة"، وما يحدث لنا في طفولتنا ينحتنا، فدق مسمار في نبتة خضراء صغيرة خرجت لتوها من الأرض، يختلف عن دق مسمار في جزع شجرة!
هكذا تختلف الاساءات ووقع الصدمات علينا من مرحلة إلى أخرى من مراحل حياتنا، في كل الأحوال يكون لها آثارًا تحتاج إلى علاج، لكنها إذا ما حدثت في الطفولة تكون أشد وأعمق.
المبشر في قصتك ليس فقط تفوقك الدراسي ونجاحك المهني، بل ووعيك أيضًا، وبحثك، ودأبك، وإطلاعك، ورغبتك القوية الواضحة في استيضاح ما تعانين منه، والتفتيش وبذل الجهد الذاتي.
كان من الممكن أن تستسلمي، أو تركني لما يحدث لك، لكن هناك وعي بالنفس لديك يبشر بأن الأمر سيسير على أفضل حال إن شاء الله.
ما أنت محتاجة إليه هو التواصل مع معالج نفسي أو طبيب متخصص في علاج الصدمات، فأنت في حاجة ماسة للتحرر من المشاعر السلبية التي قلت عنها كالخزي وعدم الاستحقاق والذنب إلخ، هذه معوقات النضج يا عزيزتي والصحة النفسية، وللتخلص منها تحتاجين إلى خطة علاجية لا تتوافر إلا لدى متخصص، تحتاجين أنت أيضًا لغلق صفحة الماضي هذه "على نظافة" فهذا الجرح يحتاج لتطهير وإغلاق على يد متخصص، وتحتاجين أيضًا لضبط "العلاقات" وصحتها، فما دمت تعيشين الحياة فلا غنى لك عن عقد علاقات "صحية" والتحرر من سجن نفسك في الشك وعدم الثقة في الناس، والانعزال، وتحقيق التواصل "الآمن" مع الناس، لذا فالمتخصص وحده من يستطيع مساعدتك على التعافي من هذه الخبرة المسيئة والمؤذية لك، وخروج أفضل نسخة منك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.