جميعنا يردد قول (آمين)، خلف الإمام في الصلاة، وحينما نسمع أحدهم يقرأ سورة الفاتحة نبادر من فورنا ونقول (آمين) دون تردد، وبالتأكيد في صلاتنا المنفردة نرددها بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة.. بدايةً لأننا مدركون أن سورة الفاتحة إنما هي دعاء عظيم، يستوجب بعده التأمين، عسى أن يتقبل الله عز وجل منا.. وأيضًا لأننا مطالبون بالتأمين، آملين في يقين الله عز وجل وفي قبوله صلاتنا ودعائنا كله.


لكن قول (آمين)، كأنه بينه وبين المسلمين (حكاية) أو (علاقة مودة) غير طبيعية، وربما (سِحر) لا يدركه إلا كل من يقف خلف الإمام ويردد آمين فور انتهائه من قراءة الفاتحة، لذا علينا أن ندرك أهميتها ومعناها، ووجوبها وفي أي وقت تقال؟.. و"آمين" ليست من الفاتحة إجماعًا، ولهذا لم تثبت في المصاحف، ولهذا شرع أن يسكت قليلًا بعد الفاتحة، ثم يقول: "آمين".

متى تستحب؟

بداية علينا أن نعرف متى يستحب قول كلمة آمين.. حيث يستحب أن يسكت القارئ سكتة لطيفة بعد قراءة « غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ » (الفاتحة: 7)، ثم يقول: "آمين"، سواء كان في الصلاة أو خارجها، إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا، في صلاة جهرية أو سرية، عند جمهور أهل العلم.. وذلك تأكيدًا لما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الإمام: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ ، فقولوا: آمين؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وفي رواية أخرى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمن الإمام فأمّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الإمام، غفر له ما تقدم من ذنبه».

اقرأ أيضا:

رأي الشيخ الغزالي في الغناء والموسيقى. هذه هي الأدلة التي استند إليها

 محبة الله هنا

في قرارة نفس كل امرئ مسلم، كأنه يدرك أن في قول (آمين)، محبة الله عز وجل، ولما لا وهو قول مؤكد في السنة النبوية، فعن سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فقال: «(إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾، فقولوا: آمين، يجبكم الله، فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا؛ فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم»، وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾، قال: «آمين»، ليس هذا فحسب فإنما يحسدنا عليها غير المسلمين، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين».