مرحبًا بك يا عزيزتي..
من الجيد أن تكوني على وعي بما تعانين منه ومراقبة لحالاتك المختلفة، وأفكارك، فبعض الناس يعيش ليله كما نهاره ونهاره كما ليله لا يعرف عن نفسه شيء.
العلاقة مع النفس هي أهم علاقة يا عزيزتي وعليها تنبني بقية العلاقات، فكلما كانت علاقتنا مع أنفسنا التي نعاشرها ليل نهار سوية وصحية، كانت علاقتنا بالحياة ومن حولنا كذلك، والعكس صحيح.
من علاقتنا السوية الصحية مع أنفسنا ألا نرهقها ونجهدها بسقف أحلام يفوق قدراتها، وامكاناتها، لذا فأنت بحاجة للتعرف على قدراتك الحقيقية التي تمكنك من أن تكوني ناجحة مهنيًا ومستقلة ماديًا كما ذكرت أم زوجة ينفق عليها زوجها.
ووحده النضج والنمو النفسي من سيساعدك في رحلتك لمعرفة حقيقة نفسك، هو ما سيجعلك توازنين بين ما تحبين أن تكوني عليه وواقعم وما يجب عليك فعله ليس ما تتمنينه أو تحلمين به.
وحده النضج والنمو النفسي هو من سيعلمك أن نفسك ليست ثابتة ودائمة في رغباتها واحتياجاتها وقدراتها وأهدافها فكل هذا متغير، وعليك أن تواكبي هذا التغيير بشيء من المرونة، والدأب، والمثابرة، والتعلم، والقبول، والتفهم، والمتابعة.
لازلت صغيرة العمر يا عزيزتي، وفي رحلة نموك ونضجك النفسي ستحتاجين للتعرف على نفسك ومعاني مفاهيم مهمة كالحب والزواج مثلًا، فكثيرات يعتقدن مثلًا أن الزواج "هدف"، بينما الحقيقة أنه "وسيلة"، ووفقًا لهذا تختلف طريقة تفكير كل واحدة في الزواج وحياتها بدونه وبه، وهكذا، ومن ثم يختلف سعيها، وطريقة حياتها، ونظرتها لنفسها والحياة ومعايير اختيارها لشريك حياتها.
ستعرفين نفسك يا عزيزتي عندما تسعين بجد في هذا الطريق الطويل، فهو لا ينتهي ولا يتوقف طالما أنت بشر حي يتنفس، رحلة معرفة النفس هي رحلة العمر، تتعلمين عنها كل يوم وكل لحظة وتقتربين منها، وتتعلمين من أخطاء الطريق وألم خبراته، وتتقبلين في ذلك كله ضعفك وفشلك قبل قوتك ومميزاتك.
فامش في الطريق بلا استعجال، ولا رعونة، ولا استسهال.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.