يدعو أكثر الناس بما يعتقدون فيه تحقيق المنفعة لأنفسهم ولأبنائهم، فيدعو هذا بوفرة الرزق، ويدعو ذلك بطول العمر وعدم الإصابة بالمرض، ويدعو أخر بالبركة في المال والولد، إلا أن هناك من يريد أن يجمع هذا كله، ولا يدري كيف يدعو به، وربما يعجز لسانه عن الدعاء، فكيف علم النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة، جوامع الدعاء بالخير، لكي تنقله أم المؤمنيني للأمة الإسلامية كلها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، وله حاجه، فأبطأت عليه، قال: «يا عائشة؛ عليك بجُمَلِ الدعاء وجوامِعِه» فلما انصرفت قلت: يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه؟
الرسول صلي الله عليه وسلم رد على السيدة عائشة بشكل فوري قائلا :اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآَجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ،
وتابع النبي في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده مخاطبا أم المؤمنين اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، ..اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
واستمر النبي في الدعاء :وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا ".
ولذلك قالت السيدة عائشة - رضي الله عنه – في تفسير نهج الرسول في الدعاء قائلة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك " .
قال المناوي رحمه الله تعالى معلقا علي الحديث :“قال الحليمي : هذا من جوامع الكلم التي استحب الشارع الدعاء بها ، لأنه إذا دعا بهذا فقد سأل الله من كل خير ، وتعوذ به من كل شر ، ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو دفع سيئة بعينها كان قد قَصَّر في النظر لنفسه.
اقرأ أيضا:
لها فضل عظيم وببركتها تبلغ ساعة الإجابة.. أذكار مأثورة ومستحبة في يوم الجمعة