من منا لا يحمل بين طيات قلبه احترامًا غير عاديًا لشهر رمضان المبارك.. بالتأكيد جميعنا ودون أي استثناء يحترم هذا الشهر الفضيل احترامًا يليق بمكانته عند الله عز وجل.. لكن أيضًا هناك للأسف من يقع في التصرفات التي قد تحسب عكس ذلك.. ومن ذلك تضييع الوقت فيما لا يفيد، والسهر أمام التلفاز لمشاهدة المسلسلات أو مباريات كرة القدم حتى مطلع الفجر، ثم النوم طوال النهار.. فمن يفعل ذلك، فأين هو احترامه لرمضان أو حتى احترامه لنفسه؟.. ألم يعِ هذا أو ذاك أن رمضان مجرد (أيامًا معدودات)، يأتي مسرعًا ويذهب أسرع.. فكيف به لا يستغل هذه الأيام القليلة في التقرب إلى الله عز وجل، وكيف به لا يؤدي الصيام حقه، وكيف به لا يؤدي الصلاة حقها.. وأين الصدقات، وأين صلة الرحم.. إن لم تفعل ذلك فكيف تحسب نفسك ممن يحترمون رمضان!؟.
اغتنام هذه الأيام
لو أن كل واحد منا جلس مع نفسه لدقائق، وسأل نفسه، كيف استغليت هذا الشهر الفضيل، وكيف كان حالك مع الله عز وجل طوال الأيام التي مضت منه؟.. عليك ألا تضحك على نفسك وتجيب بمنتهى الصدق، فلو كنت بالفعل أعطيت هذا الشهر حقه، فاستمر فيما تفعل.. أما لو كان ضاع منك دون فائدة، فأمامك الفرصة مازالت سانحة، تستطيع العودة، والوقوف أمام باب ربك، تناجيه وتسأله الثبات.. وإياك أن تضيع صلاة مفروضة، كما عليك أن تحافظ على صلاتي التراويح والتهجد، وقراءة القرآن.. كما عليك ألا تنسى صلة الرحم، ولا مانع من دعوتهم للإفطار بنية إفطار الصائم.. كما إياك أن تنسى الصدقة، فرمضان لاشك شهر الصدقة.. وليعلم الجميع أن مواسم الخيرات وخصوصًا رمضان، إنما هي فرص عابرة، يغنم فيها الصابرون والمستعدون القرب من الله جل وعلا، ومن وفقه الله تعالى للعمل الصالح فاز بسعادة الدارين، وكان من المقربين لاشك.
اقرأ أيضا:
الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعانيفضل رمضان
أوتدري عزيزي المسلم، لماذا كل هذا الاهتمام بشهر رمضان، لأنه كما قلنا (أيامًا معدودات)، فضلا عن أن الله ميزه عن باقي الشهور بالعديد من الأمور، ومنها: (العتق من النيران.. وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر)، فتخيل أن تقوم ليلة واحدة فتكتب من العتقاء من النار، وتعيش بقية عمرك في سعادة غير عادية لا يشعر بها إلا كل من أعطى رمضان حقه الطبيعي.. إذن فشهر رمضان من الفرص العظيمة لمن أراد أن يخلص دينه لله، ويتخلص من ذنوبه ومعاصيه، فبادروا بالتوبة وأكثروا من الاستغفار، فإن الذنوب من ألد أعداء الطاعات، وحائل كبير عن القربات إلى الله تعالى.