شهر رمضان شهر ذو مقام عظيم فضله الله علي ما دونه من الشهور حيث انزل فيه القرآن وضاعف من أجر الصيام والقيام وفتحت فيه أبواب الجنة واغلقت أبواب النيران وصفدت فيه الشيطان وهي فضائل توجب علي المسلم ان يغتننم هذه الفضائل ويتجنب جميع الأخطاء ليحصل علي أجر صيام رمضان كاملا .

في هذا السياق أطلق  مجمع البحوث الإسلامية  صرخة تحذير للمسلم من الوقوع في سلسلة من الاخطاء حتي لا ينقص من أجر صيامه منها انطلاقا من أن  الصيام شرع لحكمة عظيمة وليس لمجرد الامتناع عن الطعام والشراب.

أيهاالصائم إياك وقول الزور

مجمع البحوث الإسلامية  استشهد عبر صفحته على فيس بوك بقول النبي صلى الله عليه وسلم “مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه”.

الحديث النبوي الشريف  يبين ويوضح الحكمة من مشروعية الصيام، لأن الله لم يشرعه للامتناعِ عن الطعام والشراب وغيرهما من المباحات في الأصل؛ وإنما شرع لحكم أعظم وأرقى.

رسول الله صلى الله عليه وسلم  بين في الحديث أمور يجب على الصائم أن يتحلى بها ويحرص على عدم الوقوع فيها وهي: ترك قول الزور والعمل به كالوقوع في الأعراض، أو فعل المحرَّمات أو الكذب وقول الباطل وما شابه والعمل به.

اظهار أخبار متعلقة

وبل يجب على المسلم أن يترك المعاصي ويتجنبها أكثر من غيره، لأن الصيام ليس معناه أن يدع الإنسان طعامه وشرابه، وإنما معناه التحذير من قول الزور وما شابهه، وإن لمن يفعل ذلك فلن يكون لصيامه معنى، فالذنوب ثؤثر على الصوم وتنقص ثوابه.

قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، أن الله سبحانه وتعالى يُسقط عن عبده صيام رمضان ويعفيه منه في خمس حالات.

5حالات يسقط فيها الصيام

من جانب أخر أوضح مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين في الصيام عدم فرضيته على كل المكلفين، بل فرضه على الصحيح المقيم القادر عليه والذي لا يلحقه به مشقة غير محتملة، ومن ثم أسقطه في خمس حالات.

المجمع حدد خمس حالات هي: «المرض، السفر، الهرم -التقدم في السن، والحمل، والإرضاع في حال تضرر الجنين والطفل بسبب صوم الأم»، مستشهدا بما ورد بقوله تعالى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» الآية 184 من سورة البقرة.

وأشارالمجمع علي صفحته الرسمية  إلى أن المريض والمسافر ومثلهما المرضع والحامل ويلحق بهم كل من كان عذره مؤقت فلا يجب عليه إلا القضاء فقط، أما أصحاب الأعذار الدائمة غير المنقطعة لا في رمضان ولا غيره مثل أصحاب السن المتقدمة (الشيخ الكبير) الذي أعجزه هرمه عن الصوم وأصحاب الأمراض المزمنة والميئوس من شفائها فهؤلاء يفطرون وليس عليهم إلا الفدية والتي تُعادل عن اليوم الواحد مقدار ما تتكلفه وجبتا الإفطار والسحور.

اقرأ أيضا:

المجمع نبه كذلك إلي  أن صوم رمضان واجب بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة وإجماع علماء الأمة، معلوم من الدين بالضرورة، كما أن للصوم الواجب رُكْنَان، وأولهما (النية) ويشترط إيقاعها ليلًا قبل الفجر عند الجمهور، لكنها تصح عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال.

وفي صيام رمضان، ورد أن مجرد التسحر من أجل الصوم يُعَدُّ نيَّة مجزئة؛ لأن السحور في نفسه إنما جُعِل للصوم، بشرط عدم رفض نية الصيام بعد التسحر، ويكون لكل يوم من رمضان نِيَّة مُسْتَقِلَّة تسبقه، وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنيَّة واحدة في أوله، وثاني ركن من أركان الصوم الواجب، أو صيام رمضان هو (الإمساك عن المفطرات) التي يبطل بها الصوم، وهذا الركن لا بد منه في الصوم مطلقًا سواء كان واجبًا أو تطوعًا.

مبطلات صيام رمضان

ومجمع البحوث تطرق كذلك إلي مبطلات صيام رمضان (المفطرات) حيث حصرها  في ثمانية أفعال أولها تعمد إدخال عَيْنٍ  - شيء ما- إلى الجوف من مَنْفَذٍ مفتوح "كالفم – والأنف" ولا تُعْتَبَر العين مَنْفَذًا مفتوحًا، وكذا مسام الجلد، والجوف عند الفقهاء: ما يلي حلقوم الإنسان كالمعدة، والأمعاء، والمثانة –على اختلاف بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا تجاوز المُفَطِّر الحلقوم ودخل الجوف إلى أيِّ واحدة منها من منفذٍ مفتوح ظاهرًا حِسًّا فإنه يكون مفسدًا للصوم.

المجمع شدد علي أن من  مبطلات الصوم في رمضان تعمد الإيلاج في فَرْج "قُبُل أو دُبر"، ولو بلا إنزال، وثالثها خروج الْمَنِي عن مُبَاشَرة، كَلَمْسٍ أو قُبْلَة ونحو ذلك، ورابعها الاسْتِقَاءة، وهي تعمُّد إخراج القيء، أما من غَلَبه القيء فلا يفطر به،  وخامسها خروج دم الحيض، وسادسها خروج دم النفاس، وسابعها الجنون، وثامنها الرِّدَّة.