للأسف بات كثير من الناس ينقلون دون دراية أو فهم أو علم، لبعض الأحاديث الموضوعة، ومن هنا يأتي انتشار مثل هذه الأقاويل التي لم ترد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا نساعد في القضاء على هذه الظاهرة؟..
بدايةً.. ببساطة شديدة، عليك أولا أن تتأكد وتتيقن من أن أي حديث يقع أمامك إنما هو (صحيح)، تستطيع أن تتأكد من خلال مواقع الانترنت الموثوقة، أو بسؤال أهل العلم.. ثم إن علمت أن هذا الحديث موضوع، فتجنبه، واحرص على ألا تنشره سواء على صفحتك الشخصية أو حتى الحديث به أمام الناس، طالما تأكدت أنه ليس بحديث، وإن لزم الأمر واحتجت لقول حكمة ما، فقلها وأكد أنهما مجرد حكمة لكنها ليس بحديث شريف.. فربما لو توقفت عملية نقل الأحاديث الموضوعة من شخص لآخر، خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لانتهت مع الوقت، ولعلم كافة الناس أنها ليست بأحاديث.
ذنب كبير
على كل مسلم أي يعي جيدًا أنه لا يجوز على الإطلاق نشر أو نقل الأحاديث الموضوعة، بأي شكل من الأشكال، حتى لا يكون مساهمًا في نشرها على الشكل الذي باتت عليه الآن للأسف.. ومن ثم يحمل في وزرها إلى يوم القيامة، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».. أما من يفعل ذلك متعمدًا فإنما إثمه كبير جدًا، وقد عرض نفسه لغضب عظيم من الله عز وجل تجاهه.
فعن عبدالله بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمداً ا فليتبوأ مقعده من النار».. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام يحذر المسلمين من نقل مثل هذه الأحاديث الموضوعة: «من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
اقرأ أيضا:
الإجازة الصيفية.. ممكن تغير حياتك كلها إن أدركت هذه المعانينصح الناس
أيضًا من أهم أدوار المسلم، أن يكون ناصحًا للناس، يعرفهم أهمية عدم نقل مثل هذه الأحاديث الموضوعة، ويتحدث عن بعضها، خصوصًا تلك الأحاديث التي باتت وكأنها أمرًا مؤكدًا، ويتناقلها الناس كونها قالها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو منها براء.
أما في تحريم نقل مثل هذه الروايات واعتبارها أحاديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: «لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك، فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح بإجماع المسلمين».