أخبار

هل تجب البسملة عند قراءة القرآن وفي الصلاة؟

أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.. ابتعد عنها

أفضل الطرق للتغلب على نزلات البرد في وقت قصير

7ضوابط شرعية في الاختيار عند الزواج.. تمسك بهم لتضمن استقرار الحياة الزوجية

المحافظة على أموال الصدقات وصيانتها مطلب حافظ عليه الإسلام.. وهذا هو الدليل

هل السحر يغير من قضاء الله وقدره؟

من علامات القيامة نزول عيسى ابن مريم.. فأين ينزل وكم يمكث وماذا يفعل وما علاقته بالمهدي؟

طلوع الشمس من مغربها ساعتها لا تقبل التوبة.. ويعض الظالم على يديه.. تعرف على أول الآيات السماوية لقيام الساعة

يطمئن كل إنسان أن رزقه يعرف عنوانه.. ما الفرق بين عطاء الإله وعطاء الرب؟ (الشعراوي)

كيف حافظ الإسلام على قيمة الإنسان؟

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 29 ابريل 2021 - 12:45 م



ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل يجوز لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلعه الله على الساعة؟ وعلى الجواز؛ هل ورد ما يثبت ذلك؟".


وأجاب الشيخ الراحل محمد بخيت المطيعي مفتي مصر الأسبق، مشيرًا لقوله تعالى في "تفسير الألوسي" عم جاء آخر سورة لقمان عند قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾.. الآية ما نصه: [وكون المراد اختصاص علم هذه الخمس به عز وجل هو الذي تدل عليه الأحاديث والآثار؛ فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث طويل أنه صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ»، ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية. أي إلى آخر السورة كما في بعض الروايات، وما وقع عند البخاري في التفسير من قوله إلى ﴿الْأَرْحَامِ﴾ تقصير من بعض الرواة.

وأخرجا أيضًا هما وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية»، وظاهر هذه الأخبار يقتضي أن ما عدا هذه الخمس من المغيبات قد يعلمه غيره عز وجل، وإليه ذهب من ذهب، أخرج حميد بن زنجويه عن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل الظهور، فأنكر عليه فقال: إنما الغيب خمس، وتلا هذه الآية، وما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم، وفي بعض الأخبار ما يدل على أن علم هذه الخمس لم يؤت للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ويلزمه أنه لم يؤت لغيره عليه الصلاة والسلام من باب أولى.

أخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا الْخَمْسَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية».

وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مَفَاتِيحَ الْخَمْسِ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية".

وأخرج ابن مردويه عن علي كرم الله وجهه قال: "لم يغم على نبيكم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلا الخمس من سرائر الغيب؛ هذه الآية في آخر لقمان: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. إلى آخر السورة".

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في "الأدب" عن ربعي بن حراش قال: حدثني رجل من بني عامر أنه قال: يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «قَدْ عَلِمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ الْخَمْسَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية».


وصرح بعضهم باستئثار الله تعالى بهن: أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن قتادة أنه قال: في الآية خمس من الغيب استأثر الله تعالى بهن، فلم يطلع عليهن ملكًا مقربًا، ولا نبيًّا مرسلًا: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ ولا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة؛ في أي سنة ولا في أي شهر، أليلًا أم نهارًا. ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث؛ أليلًا أم نهارًا. ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ فلا يعلم أحد ما في الأرحام؛ أذكرًا أم أنثى، أحمر أو أسود. ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ أخيرًا أم شرًّا. وما تدري ﴿بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض؛ أفي بحر أم في برٍ، في سهل أم في جبل.

كل غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل


والذي ينبغي أن يعلم أن كل غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، وليست المغيبات محصورة بهذه الخمس، وإنما خصت بالذكر لوقوع السؤال عنها أو لأنها كثيرًا ما تشتاق النفوس إلى العلم بها.

وقال القسطلاني: ذكر صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خمسًا وإن كان الغيب لا يتناهى؛ لأن العدد لا ينفي زائدًا عليه، ولأن هذه الخمسة هي التي كانوا يدعون علمها. انتهى.

وفي التعليل الأخير نظر لا يخفى، وأنه يجوز أن يطلع الله تعالى بعض أصفيائه على إحدى هذه الخمس، ويرزقه عز وجل العلم بذلك في الجملة، وعلمها الخاص به جل وعلا ما كان على وجه الإحاطة والشمول لأحوالِ كلٍّ منها وتفصيله على الوجه الأتم.

وفي "شرح المناوي الكبير للجامع الصغير" في الكلام على حديث بريدة السابق: «خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ» على وجه الإحاطة والشمول كليًّا وجزئيًّا، فلا ينافي إطلاع الله تعالى بعض خواصه على بعض المغيبات حتى من هذه الخمس؛ لأنها جزئيات معدودة، وإنكار المعتزلة لذلك مكابرة. انتهى.

ويعلم مما ذكرنا وجه الجمع بين الأخبار الدالة على استئثار الله تعالى بعلم ذلك وبين ما يدل على خلافه؛ كبعض إخباراته عليه الصلاة والسلام بالمغيبات التي هي من هذا القبيل، يَعلم ذلك مَن راجع نحو "الشفاء" و"المواهب اللدنية" مما ذكر فيه معجزاته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وإخباره عليه الصلاة والسلام بالمغيبات.

ومن ذلك يعلم أنه لا يعلم الغيب بجميع أنواعه بالذات علمًا حقيقيًّا إلا الله سبحانه وتعالى، لا فرق بين الخمس وغير الخمس، وأما علم غيره تعالى فليس في الحقيقة علمًا بالغيب بالذات، وإنما هو علمٌ حادثٌ بتعليم الله سبحانه وتعالى وإطلاعه.

ويعلم مما ذكر أنه لا مانع من أن يطلع الله من شاء على ما شاء من الغيب، ولا يعد ذلك علمًا بالغيب، وعلى ذلك يجوز أن الله سبحانه وتعالى يطلع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على الساعة كما يُعلم مما تقدم عن الألوسي من أن ما ذكر لا ينافي إطلاع الله تعالى بعض خواصه على بعض المغيبات حتى من هذه الخمس.


الكلمات المفتاحية

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب؟ كل غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل علم الغيب

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل يجوز لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلعه الله على الساعة؟ وعلى الجواز؛ هل ورد ما يثبت ذلك؟".