تبين مروة عبد الحميد خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية أن شهر رمضان الكريم يأتي دائماً بكل الخير لما به من نفحات وعطايا ربّانية عظيمة فنجد أن أمره لنا سبحانه وتعالي بالصيام عن الطعام والشراب وكل ما هو محرّمٌ من قول أو عمل، فيه تربية ربانية كريمة هدفها تهذيب الإنسان وتحريره ممّا أدمن من أشياء غير نافعة.
وتضيف: لهذا فإن الفائز الحقيقي هو من عظّم شعائر الله ووقف مع نفسه وقفة يصارحها فيها بعيوبها ومشاكلها دون الانزلاق إلي حدّ جلد الذات، وإنما يركّز علي أن يكون هدف هذه الوقفة هو تعديل المسار والاستغفار والتوبة والبعد عن كل شيء يغضب الله عز وجل والتقرب إليه بكل ما يحب ويرضي.
التوازن في رمضان:
وتذكر: لعل هناك العديد من الطرق الفعّالة التي تُمكّن الجميع من التعامل مع شهواتهم ورغباتهم الجنسية دون حرج أو إحساس بالذنب. أول خطوة: علينا أن نتقبل أن اللهو بشكل عام هو فطرة فطرنا عليها الله، ولكن علينا أن نجد التوازن بين اللهو وبين باقي التزاماتنا حتي لا نحيد عن الصراط المستقيم. الخطوة الثانية هي استيعاب أن أفضل وسيلة لإيجاد هذا التوازن هو الاستعانة بالصوم والصلاة وقراءة القرآن والدعاء. الخطوة الثالثة هي ذكر الله - سبحانه وتعالي – كثيراً، ففيها نفع وفضل كبير من الله وتعتبر من أكثر الطرق فاعلية في ضبط النفس والوصول إلي الصفاء الذهني والشعور بمعيّة الله، فإننا إذا تحسسنا شعورنا بأن الله يرانا ومعنا في كل لحظة فسوف نجد حرجاً دائماً في مخالفة أوامره أو اتباع شهواتنا. الخطوة الرابعة هي ممارسة الرياضة باستمرار، لأنها غذاء الجسد والقلب والعقل في آنٍ واحد، والاستمرار عليها يخلّصنا من الطاقات والأفكار السلبية المحيطة بنا فتشعرنا بسعادة وهدوء نفسي له بالغ الأثر في التحكم بأفكارنا والتعامل معها. الخطوة الخامسة والأخيرة هي التركيز الدائم علي ملئ أوقات الفراغ بما هو مفيد ونافع، فيمكننا اكتساب عادات صحية متعددة كالقراءة النافعة وتنمية أي نوع من أنواع المهارات الفنية التي تشغل الوقت وتغذي الروح.
وتحذر هنا الأخت السائلة ضرورة عدم الانسياق وراء وساوس الشيطان التي تهمس لنا عدم قبول ربنا لأعمالنا وعباداتنا، بل علينا التمسك برحمة الله سبحانه وتعالي وحسن الظن به وبأنه سيعفو عنّا بكرمه وفضله وسيوفقنا لصالح الأعمال ويتقبلها منّا بقبول حسن بإذنه سبحانه وتعالي.