عزيزي المسلم، يجب أن تعلم أن الحسنى ليست معناها أن تجبر نفسك على التعامل مع أحدهم، و لا الحسنى معناها أنك تهدر حقوقك .. ولا أنك لا تميز أن لكل فعل رد فعل .. للأسف الشديد كثيرًا ما نخلط بين الحسنى والسلبية .. وبين الطيبة والسذاجة .. فيختلط الحق بالباطل !!
هناك أمور عديدة لا يجوز معها سوى الهجر والفراق .. و في حقوق لا ينفع أبدًا أن تفرط فيها .. و في ردود أفعال حاسمة يجب أن تتخذها .. وهناك أسلوب لابد أن يتغير .. و هناك عقاب لا يمكن أن يتم إلغائه .. لكن العبرة أن كل هذا لابد أن يأتي بالحسنى .. وليس بالصوت العالي أو بـ(الخناق) أو بـ(العافية)، أو حتى بالخبث والدهاء.. بالحسنى أي بالحسنى وليست أمرًا آخر.
كله بالحسنى
طالما اخترت الحسنى طريقًا، إذن يجب أن يكون شيء بالحسنى:
- تهاجر و تفارق بالحسنى
- تأخذ حقوقك بالحسنى
- ردود أفعالك مهما تغيرت من لين لشدة، يجب أن تكون بالحسنى ..
- العقاب يجب أن يكون بالحسنى ..
- إذن من المهم جدًا أن تتأكد أنك تطبق الحسنى بشكل صحيح.
- إياك أن تترك الأمور لهواك و لا لتأنيب ضمير ليس في محله ..
- و لا لغل و سواد قلب بحجة أنك ظُلمت ..
- ولا لـ(إيجو ) أنك تحب أن تظهر صورتك دائمًا مثالية، و طيب طوال الوقت !
عزيزي المسلم، إياك أن تضغط على نفسك بحجة الحسنى بمفهومها الخطأ .. أنه يحيدك عن الحق فتعين ظالم على ظلمه بسلبيتك و تظلم نفسك أو غيرك وأنت تتصور أن هذه هي الحسنى !
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟هواك وقوانين الله
لابد أن تعلم أنه في حالة تتبع ذلك، أي ظلم نفسك أو غيرك، فإنما أنت تتبع هواك أو هوى الناس وليس قوانين الله عز وجل .. يروى أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عاتب أهل الحياد فقال : ( لم تنصروا الباطل ولكنكم خذلتم الحق )، أي أنه قد يأتي الخذلان في صورة صمت أو ضعف، ولا تنسى قول الله عز وجل: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).. لكن كل ذلك لا يمكن أن يتعارض مع أنك تدفع بالتي هي أحسن .. هي درجات وأشكال كثيرة من الحسنى يحكمها المواقف و الأشخاص و ردود الأفعال .. و استشارة أهل علم بأنسب تطبيق للحسنى يتناسب مع الظرف والشخص والقدرات .. ولا تنسى قول الإمام علي رضي الله عنه: ( لم تنصروا الباطل ولكنكم خذلتم الحق ).