شرف الله سبحانه وتعالى "غار حراء" بنزول أول أمر إلهي على النبي صلى الله عليه وسلم "اقرأ" بعدما هبط أمين الوحي «جبريل» عليه السلام، على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بآيات الذكر الحكيم والقرآن الكريم، وكان الرسول يخلو بالغار متعبداً الليالي ذوات العدد، ومن غار حراء صغير في جبل النور سطع نور السماوات على الأرض، ليتبوأ سناء الطود الشامخ بإطلالته المرتفعة أكثر 634 متراً، حيزاً من ذاكرة المسلمين في العالم وليغدو مقصداً للحجاج والمعتمرين والزوار.
يقع جبل النور الذي سطع منه نور النبوة، شمال شرق المسجد الحرام وعلى بعد 4 كيلو مترات، حيث سمي بهذا الاسم، ويبلغ ارتفاعه 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته خمسة كيلو مترات و250 متراً مربعاً وتشبه قمته سنام الجمل.
ويوجد في هذا الجبل غار حراء، أحد أهم الأماكن التاريخية للإسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه نزلت أول آية من القرآن (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )) .
والغار عبارة عن فجوة في أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذي لا يتسع إلا 4 أو 5 أشخاص فقط، ويُمكن لمن يقف على رأس جبل النور أن يُشاهد مدينة مكة المُكرمة وأبنيتها .
نزول الوحي
شهد هذا الغار نزول الوحي على سيدنا محمد لأول مرة ، و منه انطلقت رسالة الإسلام من مكة المكرمة لتنير العالم بأكمله ، و بعد أن بعث رسول الله لنا بذلك دين الحق لم يختل بنفسه في غار حراء مرة أخرى ، بعد ما كان يعتاد الاختلاء فيه لمدة شهر من كل عام قبل نزول الوحي.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالسر في تسميته بغار حراء
غار حراء عرف بهذا الاسم لأنه تواجد في جبل عرف باسم جبل حراء، أي أنه اسمه غار جبل حراء ، ذلك الجبل الذي أعيد تسميته بعد ذلك ليعرف بجبل النور ، و كان هذا بعد أن نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأول مرة ، و هو غار صغير بصوب الكعبة المشرفة ، و بالنسبة لما يميز هذه المنطقة على وجه التحديد ، فهي أن الحجارة الأولى التي تم بناء الكعبة بها كانت من هذا الجبل ، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائم التواجد فيه و التعبد فيه ، قبل البعثة النبوية ، و فيه نزل الوحي لاول مرة.
وتحدث العديد من ناقلي الحديث و الصحابة عن هذا الغار الذي شهد نزول الوحي ، و قد كان على رأس المتحدثين عنه السيدة عائشة رضي الله عنها ، حيث قالت أن النبي كان معتاد التواجد في هذا الغار بشهر رمضان من كل عام ، و كان يفعل ذلك كل عام ، و لكنه لم يعد يذهب إلى هذا الغار مجددا بعد أن نزل عليه الوحي.
وأصبح غار حراء بعد ذلك مزارا للعديد من الزائرين، و ذلك للتعرف على ذلك المكان الذي عشق رسول الله التواجد فيه ، و نزل فيه كلام الله لأول مرة .