أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

العرسان يرونني شيطانًا أسودًا ولم أعد أثق في المعالجين بالقرآن.. ما الحل؟

بقلم | ناهد إمام | الاثنين 31 مايو 2021 - 09:05 م

أنا فتاة متعلمة،  وجميلة، وعمري 28 سنة، ومشكلتي أن من يتقدمون لخطبتي ينفرون مني وكأنهم رأوا شيطانًا أسودًا!

بعض المعالجين بالقرآن قالوا لي أنني مسحورة،  ومن يومين بعد ما قرأت سورة البقرة،  وبعد صلاة الصبح شفت الجن في المنام، وكان في ناس حافظين القرآن، نظروا في  عيوني وقالوا لي أن معي سحر أسود وأحمر، وهذا الجن بعدها تحول إلى أسد.

أنا تعبت، وأصبحت أرى كوابيس كثيرة، ولم أعد أثق في المعالجين بالقرآن، ماذا أفعل فلا أحد يشعر بي؟


أمل- المغرب

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

ما أسهل أن يلتقط العقل فكرة يتم الإلحاح بها عليه كثيرًا فيصدقها، فتتصدر الأحلام في المنام، لانشغال العقل الباطن بها وتصديقه لها، بل وتنعكس على مشاعر الانسان وتصرفاته، ومن قبل هذا كله طريقة تفكيره.

ما أسهل أن يمر أحدهم عليك فيلقي داخلك تصوراته الذهنية، وأفكاره، ومنتهى معرفته من علوم الدنيا، فتتبنيها، وتصدقيها.

هذا هو باختصار ماحدث لك!

وقبل أن أشرح لك وجهة النظر هذه أسألك، هل صرح لك أحد هؤلاء الخاطبين أنه رآك على شكل شيطان ولونه أسود؟!

هل يعرف أحد من البشر شكل الشيطان، بل  ولونه؟

أليس الشيطان، والملائكة، والجن، "غيب"، ومخلوقات لا ترى بالعين المجردة؟!

أعتقد أن إجابتك ستكون "لا"، لأنك قلت في رسالتك "وكأنهم" رأوا شيطانًا أسودًا!

عزيزتي..

ما أسهل أن نعتقد في أسباب "وهمية"، هي السحر، وتلبس بالجن، بل ورؤية الجن في المنام!

يالهول الدوامة التي أدخلت نفسك فيها بلا طائل، وهو ما تعانين منه، لا شيء تغير، لم تتحسني نفسيًا، أليست كل هذه مؤشرات لمدى الوهم الذي عشت فيه يا عزيزتي؟!

أما ما رأيته فهي كوابيس، وهذه تحدث في حالات كثيرة لأي شخص يتعرض لضغوط نفسية، ويعاني من القلق، وأنت بالطبع متعرضة لضغوط وتشعرين بالقلق من عدم الزواج وقد أصبح عمرك 28 سنة، وربما وسطك الاجتماعي يعتبر الوصول لهذه السن بدون زواج عنوسة، ومن ثم يزيد الضغط النفسي عليك، بالاضافة لشعورك أنك منفرة للعرسان، إلخ.

هناك أسبابًا أخرى كثيرة جدًا لحدوث الكوابيس، كوجود أمراض عضوية، وتناول بعض الأدوية، والتعرض لصدمات حياتية، إلخ.

لا أعلم من السيرة النبوية، ولا من القرآن الكريم أن هناك "عيادة" لمعالجة الاضطرابات النفسية التي يمر بها الناس نتيجة مشكلات حياتهم، وأن لهذه العيادة "معالج بالقرآن"!

ما أدعوك إليه، هو أن تتقبلي مشاعر "القلق" لديك بسبب ما يحدث في مسألة الزواج والخطوبة، فمن حقك القلق، ولكن حتى حده الطبيعي، فإذا ما زاد، وأصبح مسببًا لحدوث كوابيس، بل وتصدقينها، وتسعين لتفسيرها، فهذا خطر بالغ على صحتك النفسية والعقلية.

ما رأيك أن تجربي سبلًا أخرى للعلاج- إذا ما تم اعتبار ما حدث معك نوعًا من العلاج الذي فشل- وهو العلاج النفسي لدى متخصص؟!

أنت محتاجة لشخص يسمعك بانصات، وقبول، وبدون اصدار أحكام عليك، ولا تشخيص بمجرد النظر في عينيك وتأويل فزعك على أنه من الجن والسحر.

أنت محتاجة إلى شخص "أمين"، و"محايد"، يحافظ على سريتك وخصوصيتك، لا مصلحة لديه من وراء مشكلتك، وماهر، لديه أدوات علمية تتعلق بدراسة النفس الانسانية وما يحدث لها من أضرار واضطرابات بسبب الأزمات، والصدمات، وأكدار الحياة، فيساعدك على تعلم مهارات التعامل الصحي مع النفس أولًا، ومشاعرك،  والآخرين، ومعطيات الحياة، وتحدياتها،  وقراراتها المصيرية كـ"الزواج"، وكشف الأسباب الكثيرة جدًا والمتنوعة والحقيقية لعدم الزواج، ومعالجتها، والتعامل معها.

فأنا أتفهم وأقدر مشاعرك يا عزيزتي، فما حدث معك هو "الرفض"، ومشاعر الرفض مؤلمة للغاية، لكن لابد أن تعلمي أن الرفض يخص صاحبه، ولا يخصك أنت، والرفض ليس لذاتك، أو لشخصك، وإنما  لأن هذا الشخص لديه شروط، مواصفات، سمات، يريدها، ولا يريد المختلف عنها، وهذا أيضًا يخصه ولا يخصك، ولا يعني أن ما لديه صفات أو شروط وعدم انطباقها عليك يعيبك في شيء، وقد يتصادف أن يتقدم لك كثر على هذه الشاكلة، فتعتقدين أن العيب فيك، وأنهم جميعهم يرونك شيطانًا!

في أمور الزواج يا ابنتي لابد من التفكير بثقة في النفس، ثقة في رزق الله لك، رضى بالتوقيت المناسب الذي سيرسل الله فيه الرزق، سعيك وعملك على الأخذ بالأسباب في العناية بنفسك، نفسيًا أولًا، والاهتمام بالتأهل النفسي لهذه المرحلة، وتحدياتها، وصعوباتها، وهكذا.

أما أن تتركي هذا كله، وتفرغين نفسك وتشغلينها بالسحر وأنواعه، والأحلام، والكوابيس،  فهذا خذلان منك لنفسك لابد أن تقلعي عنه فورًا، وطريقة تعامل غير صحية ولا سليمة مع الواقع.

افعلي هذا يا عزيزتي، فنفسك تنتظرك لإنقاذها، لتتعافى مع متخصص حقيقي، مع التزام الدعاء، والتقرب من الله، وذكره، فبمثل هذا يزول الكرب، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

اقرأ أيضا:

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

 


الكلمات المفتاحية

عرسان جن سحر أسود متخصص نفسي كوابيس أسد ملائكة شيطان معالج بالقرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أنا فتاة متعلمة، وجميلة، وعمري 28 سنة، ومشكلتي أن من يتقدمون لخطبتي ينفرون مني وكأنهم رأوا شيطانًا أسودًا!