النَّميمَةتعرف بجسب إجماع اللغويين والفقهاء بأنها  هي نقل الكلام بين الناس؛ لقصد الإفساد، وإيقاع العداوةِ والبغضاءِ بينهم وإيغال صدورهم، وأشد أنواعها حرمةوقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أُنبِّئُكم ما العَضةُ؟ هي النَّمِيمَة، القَاتلةبين الناس.. أما النّمام فهو ناقل الكلام بين الناس بغرض إيقاع العداوة والإفساد بينهم، وهو أشد خطراً على الناس من المغتاب، كون النميمة يتعدى أثرها إلى المجتمع، فتتسبب بقطع الأرحام، وتعكير صفو النفوس، وتوقع العداوة بين الناس *

وقد  حذر النبي من النمام وذي الوجهين حيث وصفه بأنه أشر الناس يوم القيامة بسبب التأثير السيئ لما يقوم به علي المجتمع والأمة حيث  فقال: "تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

اظهار أخبار متعلقة

العديد من صفات النمام رصدها القرآن الكريم  ومن المهم هنا الإشارة حيث قال تعالى : ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم" حيث أكدت الأية أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس فضلا عن كونه  مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته .

أما الصفة الثالثة للنمام التي تحدثت عنها الأية : أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.بالإضافة إلي كونه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه

آثار النميمة علي المجتمع كارثية 

وكذلك من صفات النمام بحسب الأية  أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره بل هو معتد  أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.بل أنه أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم وعتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة بالإضافة إلي أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد

.إذا كانت الأية قد رصدت 9صفات قبيحة للنمام فإن من المؤكد أن أثار النميمة علي المجتمع لا تقل خطورة بل قد تزيد فهي تزيد التفرقة بين الناس وقلق القلب وعار للناقل والسامع حاملة على التجسس لمعرفة أخبار الناس وحاملة على القتل وعلى قَطْع ارزاق الناس.

اظهار أخبار متعلقة

أما عن حكم النميمة فمن الثابت أنها فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك .

وقد توعد الله تعالي ورسوله النمام بعواقب وخيمة وحرمه من دخول الجنة كما جاء في الحديث جاء في الحديث: ” لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ” رواه البخاري ومسلم قال تعالى : "وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" "سورة القلم الأيتان 10و11: وكذلك النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم فضلا عن أن النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة.

هذه سبل  التعامل مع النمام  

إذا كانت عواقب النميمة وخيمة حيث لا يشهم النمام رائحة الجنة ويعاني من عذاب القبر فإن هناك عدد من الأشياء التي يجب علي المؤمن فعلها حال مجلساته للنمام في مقدمتها عدم الجلوس معهم ؛ مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظالمين "

وكذلك تحدث القرآن عن سبل التعامل مع النمام في قوله  عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَافَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ" وهو الأمر الذي تكرر في قول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .

 علاج المخاطر الكارثية للنميمةتفرض ضرورة البحث عن والذي يتم عبر عدة خطوات منها  توعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.

اقرأ أيضا:

بل أن من واجب السامع عدم تصديق النميمة ؛ لأن النمام فاسق والفاسق مردود الشهادة، حيث قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" "سورة الحجرات:6

النصيحة تبدو من وسائل علاج النميمة حيث يجب علي المؤمن أن يواصل النصيحة للنمام بالكف عن هذا أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنهالكلام، فالله يقول: "يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"  الأية 11سورة الحجرات