بر الوالدين.. ماذا دار في آخر مناجاة بين موسى وربه؟
بقلم |
أنس محمد |
الثلاثاء 04 يونيو 2024 - 07:54 ص
بر الوالدين معروف للقاصي والداني ، وجميع الأديان والملل والنحل متفقة على إكرام الوالدين، ويكفي في ذلك ما جاء في القرآن الكريم ، حيث قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا".. وقال تعالى: "أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير".. وقال تعالى: " فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا". يقول الإمام علي رضي الله تعالى عنه: لو علم الله شيئا في العقوق أدنى من أف لحرّمه، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل، فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها عاق».
آداب ومواعظ:
قيل: إن رضا الرب في رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين. 2- وكان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه، فأبطأ يوما على إخوانه، فسألوه، فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات. 3- وكلّم الله تعالى موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة فكان آخر كلامه، يا رب أوصني قال: أوصيتك بأمك حسنا، قال له سبع مرات. قال حسبي، ثم قال: يا موسى ألا إن رضاها رضاي، وسخطها سخطي. 4- وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه لابن مهران: لا تأتين أبواب السلاطين، وإن أمرتهم بمعروف أو نهيتهم عن منكر، ولا تخلون بامرأة وإن علمتها سورة من القرآن، ولا تصحبن عاقا، فإنه لن يقبلك وقد عق والديه. 5- وقال المأمون: لم أر أحدا أبرّ من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ على برّه له أنه كان لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فمنعهم السجان من الوقود في ليلة باردة، فلما أخذ يحيى مضجعه قام الفضل إلى قمقم نحاس فملأه ماء وأدناه من المصباح، فلم يزل قائما وهو في يده إلى المصباح حتى استيقظ يحيى من منامه. 6- وقيل: طلب بعضهم من ولده أن يسقيه ماء، فلما أتاه بالشربة نام أبوه، فما زال الولد واقفا بالشربة في يده إلى الصباح حتى استيقظ أبوه من منامه. 7- وقال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: إن لي أمّا بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟ قال: لا، لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها. 8- وقال ابن المنكدر: بت أكبس رجل أبي وبات آخر يصلي ولا يسرني ليلته بليلتي. 9- وقيل: إن محمد بن سيرين كان يكلم أمه كما يكلم الأمير الذي لا ينتصف منه. 10- وقيل لعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنه: إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي يدها ما تسبق عيناها إليه، فأكون قد عققتها.