عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن النجاح في الدنيا والآخرة متعلق بأمر واحد وفقط، وهو القرآن الكريم.. فإذا أردت أقصر طريق للنجاح في الدنيا فعليك بحفظ القرآن، لأن حفظ القرآن يعيد بناء شخصية المؤمن، ويكسبه هدوءاً نفسياً ويقضي على الاضطرابات لديه، ويساعده على اتخاذ القرار المناسب، وهو أهم عنصر من عناصر النجاح.
ولذلك قال تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا» (الإسراء: 9)، فاللهم اجعل القرآن نور قلوبنا.
وقد حث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها، فقال: «تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة».
أكبر البشرى
البشريات من قراءة القرآن الكريم، عظيمة ومتعددة، فمن أراد زيادة في الرزق فعليه قراءة سورة الواقعة، ومن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين، ومن كان يعاني من هم أوغم فعليه بقراءة آية الكرسي كثيرًا، ومن قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه وأدى شكر ما أنعم الله عليه.. بل أن في الحرف الواحد بركة، وقد بشر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
اقرأ أيضا:
من ومضات شهر المحرم وفضائله.. كيف تلتمس النجاة كما التمسها موسى؟الوصية الأهم
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أوصانا بالكثير، إلا أن أهم ما وصى عليه الصلاة والسلام هو حفظ القرآن وقراءته، فقال صلى الله عليه وسلم: «تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها»، وقد جاء في السنة استحباب ختم القرآن في كل شهر، لكن إن وجد المسلم لديه الوقت فعليه أن يختمه مرة كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عن هذه المدة، كي تكون قراءته عن تدبر وتفكر، وحتى لا يحمل النفس من المشقة مالا تحتمل.
في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهر، قلت: أجد قوة، حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك»، ثم قال عمرو بعد أن أدركه الكبر: «فليتني قبلت رخصة رسول الله».